حوارات ما قبل المناظرة
حوارات ما قبل المناظرة
قبل بدء المناظرة جلس المُناقش روديارد غرفثس مع الضيوف الأربعة كل على حدة لطرح بعض الأسئلة. أول حوار كان مع مالكولم غلادويل، الذي صرح أن تقدمنا في مجالات معينة لا يعني أننا في وضع أفضل بشكل إجمالي. فالعالم يختلف ولا يمكن تحديد إن كان للأفضل أو للأسوأ. فنحن أفضل من الأزمنة العنيفة، لكن هذا لا يمنع إمكانية أن يُسبب الشر الفردي فرقًا كبيرًا في حيواتنا، وإننا مع الأسف نضيف سحرًا على التقدم دون أن يُحقق اختلافًا يُذكر.
وفي حواره مع آلان دو بوتون، لخص آلان أننا نعيش في عالم لديه بُعدين للتفاؤل، وهما الأعمال والعلم اللذان يعتمدان على إضافة الإيجابية ليزدهرا. فمهما كان التقدم في مجال الصحة والدخل والمكانة فإنه لا يؤثر في توقعاتنا الداخلية. والظن بعدم تحسن العالم لا يعني امتلاك أرواح كئيبة، فالنظرة الحقيقية للعالم تمنح خفة في التعامل مع المشكلات، لأن توقع سير بعض الأمور بشكل خطأ يجعلنا نتخطاها ولا نستطيع إزالة العيوب المتأصلة في عقولنا.
أما مات ردلي فلا يقول إن كل شيء يسير بالطريق الصحيح، لكنه يرى أن ما يسير في الطريق الخطأ أقل أهمية. فسابقًا كان الازدهار يحدث في أماكن محددة، أما التقدم حاليًّا فيحدث على نطاق عالمي، والتقدم التكنولوجي يضمن لنا ألا نرجع إلى الوراء. أما ستيفن بنكر فيرفض أن يكون موضوع المناظرة موضوع رأي، لأن كل المؤشرات والوقائع في تصاعد، والاعتقاد بتحسن الأشياء لا يعني أنها تتحسن كل يوم بخطى ثابتة، فالمنحنى التصاعدي مُتعرج.
الفكرة من كتاب هل أفضل أيام البشر قادمة؟
أصبح الحديث عن المستقبل شيئًا ضروريًّا في أوقاتنا الحالية، وعلى قدر ما نحب التخمين ولعب دور الفلاسفة في مناقشاتنا بعضنا مع بعض، نحب أيضًا أن نسمع من أبرز مفكري هذا العصر عن رؤاهم للمستقبل، ولنا مطلق الحرية في أن نتفق معهم أو لا. يعرض هذا الكتاب إحدى مناظرات مَنْك النصف سنوية التي تجري في كندا، وكان موضوعها، هل أفضل أيام البشر قادمة؟
مؤلف كتاب هل أفضل أيام البشر قادمة؟
ستيفن بنكر: عالم نفس معرفي كندي أمريكي، كتب عددًا من الكتب الأفضل مبيعًا. ربح جائزة صحيفة نيويورك تايمز لأفضل كتاب في العام. أستاذ في قسم علم النفس في جامعة هارفارد وسُمي من مجلة التايمز واحدًا من الأشخاص المئة الأكثر تأثيرًا في العالم.
من أعماله: حسن الأسلوب: دليل الشخص المفكر إلى الكتابة في القرن الحادي والعشرين- الملائكة الأفضل في طبيعتنا.
مات ردلي: صحفي وكاتب بريطاني. يكتب حاليًّا في عمود (الذهن والمادة) في صحيفة وول ستريت. تم تعيينه في بيت اللوردات عام 2013 وهو زميل (الجماعة الملكية للأدب) و(أكاديمية العلوم الطبية) وعضو فخري في (الأكاديمية الأميركية للفنون والعلوم).
من أعماله: الجينوم السيرة الذاتية للنوع البشري – فرانسيس كريك مكتشف الشفرة الوراثية.
آلان دو بوتون: كاتب وفيلسوف بريطاني، وُصفت مقالاته وكتبه بأنها “فلسفة الحياة اليومية”. أنشأ وساعد في إطلاق مدرسة مقرها في لندن باسم (مدرسة الحياة)، تعمل على رؤية جديدة للتعليم.
من أعماله: كيف لبروست أن يغير حياتك؟ – قلق السعي إلى المكانة.
مالكولم غلادويل: صحفي كندي ومؤلف لخمسة كتب من الأفضل مبيعًا وفقًا لـ(نيويورك تايمز). كاتب في مجلة (نيويوركر) منذ عام 1996. نال جائزة المجلة الوطنية، وتم تكريمه من (جمعية علم النفس الأميركية) و(جمعية علم الاجتماع الأميركية).
من أعماله: المتميزون: قصة نجاح – التحدث إلى الغرباء.
معلومات عن المترجم:
نصير فليح: شاعر ومترجم عراقي.
من ترجماته: ميراث الغائب: قراءة في الحوار الصحفي الأخير مع جاك دريدا وأبرز الفلسفات المعاصرة المناهضة للتفكيكية – الفلسفات الآسيوية.