الإلحاد والشباب في العالم العربي
الإلحاد والشباب في العالم العربي
في الآونة الأخيرة ثمة حالة من حالات التمرد ضد القيم والمبادئ الدينية في بعض الدوائر والشرائح الشبابية في العالم العربي، وذلك بسبب عدة عوامل ساعدت في انتشار الإلحاد بين الشباب، ومنها الانفتاح المعرفي الهائل الذي يخلق حالة من وهم الثقافة، فكثير من الشرائح الشبابية بات يتلقَّى معرفة أفقية سطحية في ملفات متعددة، وعلى الرغم من كونها قد حققت قدرًا من الوعي فهو وعي وهمي أوجد شعورًا بالفارق بين طبقة الدعاة وطلبة العلم والمشايخ والمفكرين والمثقفين، ومنها كذلك غلبة القيم المادية العلمانية التي تؤدي في حالات ضعف التصدي إلى إعادة تشكيل العقول والتصورات، وقد يتسبب ذلك في رفض بعض الثوابت الشرعية بسبب خلل التصوُّر في الأفكار والمفاهيم، وأخيرًا واقع التخلف الحضاري والحرمان من الحقوق المطلوبة يدفعهم إلى البحث عن خيارات بديلة تسهم في رفع الظلم.
وقد اتسع انتشار الإلحاد في ظل الترجمة الكثيرة لمواد الإلحاد إلى اللغة العربية، فلم يعد للمعوق اللغوي تأثير في القدرة على الوصول إلى المواد الإلحادية، وإحدى المشكلات التي يعانيها الكثير من الشباب في تأسيس رؤاهم العقدية أن لديهم ثقة مطلقة بصحة ما هم عليه، ولهذه الحالة تأثير مزدوج فالثقة تجعل الواحد منهم ينفتح على أي فكرة مخالفة عقديًّا، معتقدًا أنه قادر على مناظرة مخالفيه والتعرض لشبهاتهم وأفكارهم ونقدها، لكن حالة الثقة هذه ليست ناشئة عن معطى علمي ومعرفي حقيقي، إنما هي حالة نفسية عاطفية اندفاعية قابلة للانهيار.
الفكرة من كتاب ميليشيا الإلحاد
انتشرت مؤخرًا ظاهرة الإلحاد الجديد، والكتاب الذي بين أيدينا يتناول تصحيح التصور حول تلك الظاهرة وبيان تطوراتها وأهم سماتها، كما يراجع أداء الخطاب العقدي الإسلامي ومدى كفاءة أدواته العلمية الحالية لمواجهة إشكالية الإلحاد الجديد، ومدى كفايتها لخلق الحصانة العقدية لدى أبناء المسلمين.