تأثير المُستهلك
تأثير المُستهلك
تُعد التجارة الحرَّة هدفًا بالغ الأهمية بالنسبة إلى الولايات المتحدة الأمريكية والنظام الرأسمالي، لكن يجب أن تكون هناك موازنة بينها وبين الأهداف الأخرى مثل حقوق العمال، حتى ولو كان ذلك سوف يؤدي إلى تباطؤ في النمو الاقتصادي، ففي إحدى استطلاعات الرأي سئل المشاركون عن موقفهم إذا كانوا بين خيارين، الأول هو شراء قطعة ملابس بتكلفة 20 دولارًا، لكن لا يعرفون الطريقة التي صُنعت بها وظروف العمّال الذين صنعوها، والثاني وجود قطعة ملابس أخرى بسعر 25 دولارًا مكتوب على الملصق الخاص بها أنها غير مصنوعة في المصانع المُستغلة، فأيهما ستشترون؟ فأجاب 61% أنهم يفضلون شراء قطعة الملابس التي لم تصنع في المصانع المستغلة، وفي إحدى الدراسات التي قام بها مجموعة من الباحثين من جامعة ميشيجان وجامعة نورث وسترن، لمراقبة عادات المستهلكين، قاموا بوضع ملصق على رف الجوارب مكتوب عليه “اشتر منتجًا مصنوعًا في ظروف عمل جيدة، بلا عمالة أطفال، وبلا مصانع مستغلة”، وعلى رف للجوارب مجاور له لم يضعوا أي شيء، فوجدوا أن ثلث المستهلكين كانوا على استعداد لدفع ثمن أكبر مقابل الجوارب التي صنعت في ظروف جيدة، ومن ثمَّ فإن وضع مثل هذه الملصقات في المحال التجارية لإطلاع الزبائن أصحاب الضمير اليقظ على مجريات الأمور قد يساعد على تحسين ظروف العمل في المصانع.
نحن نحتاج إلى نظام وضع الملصقات لتعريف الزبائن بمجريات أمور التصنيع لحماية العمّال من الاستغلال، وهذا يتطلب جهودًا من الناشطين في مجال حقوق العمال، والشركات، والرأي العام، فهناك جمعيات مثل جمعية الصناعة الخارجية واتحاد صناعة الملابس المستدامة قد أقرت نظامًا لوضع ملصقات تقيم المنتجات استنادًا إلى تأثيرها البيئي، ومشروعات مثل “المؤشر البيئي” التي تقيّم المنتجات حسب تأثيرها البيئي أيضًا، وقد انضمت كثير من الماركات التجارية لهذا الاتجاه وأصبحت تقدِّم منتجات صديقة للبيئة، لكن مثل هذه الأدوات لم تفعَّل بالنسبة إلى المستهلكين، فهي من جانب تهتم بالبيئة، ومن جانب آخر تغفل عن الاهتمام بالعمَّال وحقوقهم، ما يعني أنها أدوات تساعد الشركات لا المستهلكين.
لذا على المستهلك ألا يكون ضعيفًا ويعزل نفسه عن عملية الإنتاج، وأن يكون صاحب ضمير حي، فيتأكد من أن المنتجات التي يشتريها صُنعت في بيئة عمل جيدة، بأيدي عمّال يتلقون أجورًا منصفة، ويعاملون معاملة عادلة، ومن ثمَّ يُجبر المستهلك المبالي بحقوق العمال الشركات والماركات التجارية على مراعاة حقوق العمّال، وهذا يتطلب أن يبذل المستهلك بعض المجهود في البحث عن مدى مراعاة الشركة أو الماركة التي يشتري منها لحقوق العمّال.
الفكرة من كتاب أين تصنع ملابسنا؟ رحلة حول العالم لمقابلة صنّاع الملابس
سأل الكاتب نفسه سؤلًا، وهو أين تُصنع ملابسي؟ ولأجل الإجابة عن هذا السؤال خرج الكاتب من بلده وخاض رحلة حول العالم زار فيها المصانع المنتجة لملابسه للحصول على الإجابة، وحتى يتعامل بوصفه مستهلكًا وجهًا لوجه مع المُنتج دون وسيط، وخلال الكتاب يعرض لنا الكاتب أحوال العمّال وظروف عملهم، وأحوالهم الاجتماعية، وكيف السبيل إلى تحسينها.
مؤلف كتاب أين تصنع ملابسنا؟ رحلة حول العالم لمقابلة صنّاع الملابس
كيلسي تيمرمان: صحفي مستقل، ومتحدث تحفيزي من ولاية أوهايو بالولايات المتحدة الأمريكية، له كتابات منشورة في صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية.
معلومات عن المترجم:
رشا صلاح الدخاخني: مترجمة مصرية تخرجت في كلية الآداب جامعة القاهرة، وعملت منذ تخرجها في مجال الترجمة للعديد من المكتبات ودور النشر، وحاصلة على دبلومة ترجمة الأمم المتحدة والترجمة القانونية من الجامعة الأمريكية، تعمل حاليًّا في وظيفة مترجم أول بمؤسسة هنداوي، من ترجماتها:
رفقة الغرباء: تاريخ طبيعي للحياة الاقتصادية
التدريس المُتمركِز حول المُتعلِّم
صانع المعجزات