الشبشب المطاط من الصين
الشبشب المطاط من الصين
تنتج الصين 9 مليارات زوج أحذية كل عام، وهو أكثر من نصف إنتاج العالم، وكما هو معلوم عن أضرار العولمة، فإن المصانع المستغلة تذهب إلى أي مكان تكون فيه العمالة رخيصة، وعادة ما يكون هذا المكان هو المكان الذي يعيش فيه أكثر الناس بؤسًا، وكانت الصين تفوز بالسباق دائمًا كما تؤكد جميع المنتجات المصنوعة هناك، لذلك بعد رحتله إلى كمبوديا، سافر “كيلسي” إلى الصين، وبالتحديد إلى مدينة “جوانزو” حيث مصنع شركة “ديكرز” المختصة بصناعة الشبشب المطاطي، وقابل هناك السيد “ديندو” المدير القُطري لشركة ديكرز، وعرف منه بعض المعلومات عن صناعة الشبشب المطاطي، ومثل واقع صناعة الملابس، فإن صناعة الأحذية والشباشب في الصين سيئة، بل أكثر سوءًا من حيث بيئة العمل وحقوق العمّال، قابل كيلسي زوجين يعملان في مصنع الشباشب المطاطية قد هاجرا من القرية إلى المدينة وهما السيد “يوان” البالغ من العمر 36 عامًا، والسيدة “تشو تشون” البالغة من العمر 31 عامًا ولديهما ابن لم يرياه لمدة ثلاث سنوات، وكانا يعملان لمدة 16 ساعة، إلى جانب ساعات العمل الإضافية، وكانا يتقاضيان أجرًا مقداره 140 دولارًا في الشهر، وأعربا عن أنهما سعداء للغاية بهذا العمل، ولم يُبد كل من “يوان” و”تشون” أي استياء أو شكوى جرّاء أي شيء متعلق بالعمل.
رغم تعبير الزوجين عن سعادتهما بالعمل، فإن كيلسي شعر أنهما يخفيان ما يُعانيانه جرّاء العمل لساعات طويلة، فالحكومة الشيوعية الصينية مشغولة بازدهار الاقتصاد، لذا فهي لا ترغب في اتخاذ أي قرار في صالح العمَّال يمكن أن يقلل من الاستثمارات أو يُبطئ من عملية النمو الاقتصادي، ومن ثمَّ فإن العمَّال في الصين لا يختلفون كثيرًا عن العمَّال في كمبوديا وبنجلاديش، فهم مقيدون بعملهم، وليست لديهم أي خيارات أخرى، لذا قرّر كيلسي السفر إلى مدينة تشونجنتشينج، ليقابل عائلة يوان وتشون، للوقوف على حقيقة حياة العمّال في الصين، وعندما اجتمع بهم وجد أن الجميع إما أطفال وإما كبار في السن، فسألهم: هل لكم أبناء يعملون في المدينة؟ فأجاب الجميع بأن لهم أبناء يعملون في المدينة في مصانع الملابس والأحذية وأجهزة الكمبيوتر والدُّمى، لأن العمل في المزارع لا يكفي لتوفير احتياجات العائلة، إن حجم الطبقة الوسطى في الصين يزداد يومًا بعد يوم، إلا أن هناك هوّة كبيرة بين الفقراء والأغنياء، وهناك 700 مليون يعيشون في الأرياف ويقل دخلهم عن 600 دولار سنويًّا، فالصين التي نراها على شاشات التلفاز، والصين التي نشتري منها منتجاتنا، تختلف عن الصين التي يعيش فيها غالبية الشعب، فغالبية الشعب يعملون في المزارع وفي المصانع، يحبون الريف ويحلمون بالمدينة، تلك هي حقيقة الصين.
الفكرة من كتاب أين تصنع ملابسنا؟ رحلة حول العالم لمقابلة صنّاع الملابس
سأل الكاتب نفسه سؤلًا، وهو أين تُصنع ملابسي؟ ولأجل الإجابة عن هذا السؤال خرج الكاتب من بلده وخاض رحلة حول العالم زار فيها المصانع المنتجة لملابسه للحصول على الإجابة، وحتى يتعامل بوصفه مستهلكًا وجهًا لوجه مع المُنتج دون وسيط، وخلال الكتاب يعرض لنا الكاتب أحوال العمّال وظروف عملهم، وأحوالهم الاجتماعية، وكيف السبيل إلى تحسينها.
مؤلف كتاب أين تصنع ملابسنا؟ رحلة حول العالم لمقابلة صنّاع الملابس
كيلسي تيمرمان: صحفي مستقل، ومتحدث تحفيزي من ولاية أوهايو بالولايات المتحدة الأمريكية، له كتابات منشورة في صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية.
معلومات عن المترجم:
رشا صلاح الدخاخني: مترجمة مصرية تخرجت في كلية الآداب جامعة القاهرة، وعملت منذ تخرجها في مجال الترجمة للعديد من المكتبات ودور النشر، وحاصلة على دبلومة ترجمة الأمم المتحدة والترجمة القانونية من الجامعة الأمريكية، تعمل حاليًّا في وظيفة مترجم أول بمؤسسة هنداوي، من ترجماتها:
رفقة الغرباء: تاريخ طبيعي للحياة الاقتصادية
التدريس المُتمركِز حول المُتعلِّم
صانع المعجزات