مونديال إيطاليا.. وتهديدات موسوليني
مونديال إيطاليا.. وتهديدات موسوليني
كانت النسخة الثانية لكأس العالم هي مونديال إيطاليا 1934، التي حصلت عليها بطرق ملتوية من قِبل الزعيم الإيطالي الديكتاتور بنيتو موسوليني، وقد هُدد لاعبو إيطاليا بالقتل إذا لم يُتوّجوا باللقب، إذ قال موسوليني لهم في اجتماع: “إما الفوز وإما الصمت التام”، وبالطبع حصل المنتخب حينها على الكأس خادمًا القضية الفاشية، والمفاجئ أن منتخب الأوروغواي المتألق كان غائبًا عن تلك البطولة لأسباب غير معروفة، كما غابت إنجلترا هي الأخرى، لكن استطاعت 16 دولة أن تشارك في هذه البطولة.
وقد بدأ منتخب إيطاليا طريقه في التصفيات بالاحتيال، وذلك بضم ثلاثة لاعبين ليسوا إيطاليين أو مستوفين لشروط اللوائح التي كانت تتطلب إقامتهم في البلاد ثلاث سنوات على الأقل، كما أن مباراة العودة أمام اليونان في التصفيات لم تُلعب أصلًا، إذ قبل الاتحاد اليوناني عرضًا من الإيطاليين تمثل في شراء منزل بطابقين في أثينا مقابل إلغاء المباراة.
كما فاز الإيطاليون مرة أخرى في نسخة مونديال فرنسا 1938، التي بدأت وسط انتظار أوروبا والعالم اشتعال شرارة الحرب العالمية الثانية، فمثلًا لم يكن هناك وقتها منتخب نمساوي لأن هتلر ببساطة كان قد ضم النمسا بأكملها إلى نفوذ ألمانيا، واستفادت السويد بصعود منتخبها بشكل مباشر إلى ربع النهائي، وحدث أن هرب مدرب المنتخب النمساوي الذي رفض تدريب ألمانيا، لأن ذلك سيعني الطلاق من زوجته اليهودية، واستمرت تهديدات موسوليني للاعبي إيطاليا، حتى إنه بعد انتصار إيطاليا بأربعة أهداف علق حارس المنتخب المجري “أنتا زابو” قائلًا: “لم أشعر في حياتي بمثل هذا القدر من السعادة بعد الخسارة، فبالأهداف الأربعة التي سجلوها في شباكي أنقذت حياة أحد عشر إنسانًا”، وبعد عامٍ واحد اندلعت الحرب العالمية الثانية ولم يُلعب المونديال طيلة اثني عشر عامًا.
الفكرة من كتاب أغرب الحكايات في تاريخ المونديال
في عام 1836م، بدأ تاريخ لعبة ستحتلّ أذهان العالم بلا منافس لتُحدث نوعًا من السّحر سيتسبب مع الوقت في إبهار أغلب سكان الأرض، وسيصعد نجم هذه اللعبة مع انطلاق ما يُعرف بكأس العالم أو المونديال، وهي البطولة التي ستجمع دول العالم في احتفالات وأحداث ضخمة ورائعة.
وقد حملت بطولات كأس العالم المتتابعة لحظات ومواقف استحقَّت أن تُذكر في التاريخ، فمنها الطريف ومنها الغريب، ومنها المأساويّ والمؤسف، وفي جميع تلك المواقف استمرت الكرة في الدوران حتى في ظل أعظم الخسائر والفظائع، برغم الجانب الأسود لكرة القدم في الرشاوى والفساد والتدخلات السياسية، وهذا ما يستعرضه ذلك الكتاب بدءًا من التاريخ الأول لكرة القدم وكأس العالم.
مؤلف كتاب أغرب الحكايات في تاريخ المونديال
لوثيانو بيرنيكي، صحفي ومؤلف أرجنتيني، عمل في وكالة “دياريو إي نوتيثياس” الأرجنتينية، وصحيفة أوليه الرياضية، وله العديد من المؤلفات الرياضية التي نُشرت في أكثر من عشرين دولة، ومن أبرز مؤلفاته:
11 ضد 11
أغرب حكايات المنتخب الأرجنتيني.
معلومات عن المترجم:
محمد الفولي، كاتب صحفي ومترجم مصري، عمل في الصحافة بوكالة الأنباء الإسبانية، وله العديد من الأعمال المؤلفة مثل كتاب “تقرير عن الرفاعية”، والمترجمة مثل كتاب “حكاية عامل غرف”، و”لماذا تلعب كرة القدم 11 ضد 11؟”.