الوطنية المربحة.. لماذا المخاطرة؟
الوطنية المربحة.. لماذا المخاطرة؟
ندرك الآن أن المسمى الوظيفي ليس شيئًا مهمًّا في أوساط العمل الإسرائيلية، فعقلية “الخوتزبه” مع الخبرات المكتسبة من الربط الدائم بين الحياة المدنية والعسكرية، تنشئان مساحة من الحرية في العمل، وتنتج أفرادًا متعدِّدي المواهب قادرين على أداء مهام متشابكة والجمع بين تقنيات تبدو متباينة، هذا المزج بين التخصُّصات المختلفة يخترق آفاقًا جديدة ويكتشف حلولًا مبتكرة للحالات المعقدة التي تتطلَّب أكثر من حقل بحثي واحد.
إسرائيل بشكل عام كانت مكانًا مناسبًا لنشأة المجموعات التجارية التي تهتم بمجال معين وتجتمع في موقع جغرافي واحد، ولكن هل تنشأ هذه المجموعات وتوفِّر بيئة إبداعية صالحة لنشأة الشركات بمجرد وجود مكوِّناتها في مكان واحد؟ كان ليصبح لكل دولة وادي السيليكون الخاص بها لو كان الأمر بهذه البساطة، وهذه هي الخدعة التي وقعت فيها دول الخليج العربي، بمراكمة الخبرات العالمية وجذب الشركات الكبرى لإنشاء فروع بها، سعت تلك الدول لإنشاء مجموعاتها التجارية، لكن على مستوى الشركات الناشئة نتيجة لتلك المجموعات، فالمعدَّل كان ضئيلًا للغاية، ولا يتناسب مع حجم الإنفاق على البنية التحتية الذي بذلته هذه الدول، والفارق الأساسي أن تلك المجموعات الخليجية لم تكن تقدم ابتكارات ذاتية، بل كانت مجرد ناشرة لإنجازات تم صُنعها في أماكن أُخرى، ليكون السؤال: ما الذي يجعل المجموعات التجارية مُحفِّزة للإبداع ومساهمة في نشأة الشركات؟
إنه الدافع والهدف المركزي للمجموعة التجارية ككل، لقد تأكَّدت دول الخليج من هذا العامل بالطريقة الصعبة، فكل أولئك المستثمرين ورواد الأعمال الأجانب هناك لكسب المال فقط، ولا أحد منهم يرى نفسه كجزء من هذا المجتمع، ولذلك لماذا سيهتمُّون بتطوير قطاع ريادي وتأسيس شركات ناشئة تحتمل شيئًا من المخاطرة والصفقة الرابحة موجودة أصلًا؟ تجمعات تجارية مثل تلك ستتخلَّى عن الدولة مع أول أزمة وتعود إلى وطنها الأصلي، ففي النهاية هم ليسوا إلا تجارًا يبحثون عن الصفقة الرابحة.
الفكرة من كتاب أمة الشركات الناشئة: حكاية معجزة إسرائيل الاقتصادية
لطالما كانت إسرائيل بالنسبة لنا مُحاطة بالغموض، رأينا آلة الحرب تارة ووجه السلام المُصطنع تارة أخرى، لكن دائمًا تجاهلنا، أو أُخفي عنا، القلب والمجتمع المُحرِّك لهذا الكيان، كان هذا فعَّالًا للغاية من جهة المقاطعة الشعبية، أما من ناحية “اعرف عدوك” فقد أصبحنا عميانًا عن كل ما يخصُّ عدوَّنا، كانت طريقتنا هذه لَتُـضحك صن تزو بلا شك، ربما سيجد البعض غضاضة في القراءة عن إنجازات إسرائيل، لكن من الضروري التفرقة بين المعرفة والحب، فطالما كان فهم العدو والإلمام بجميع جوانبه أساسًا للنصر، فعلى هذا نتفق في البداية، وأيضًا أن ميراث الدم لا ينسخه شيء.
مؤلف كتاب أمة الشركات الناشئة: حكاية معجزة إسرائيل الاقتصادية
دان سينور : أحد كبار مستشاري السياسة الخارجية في الحكومة الأمريكية، درس في إسرائيل وفي كلية إدارة الأعمال بهارفارد، كتب عن السياسة وعمل بها، كما عمل بالشرق الأوسط، وكان واحدًا من المسؤولين المدنيين الأطول خدمة في العراق.
عمل أيضًا مستشارًا للقيادة المركزية لوزارة الدفاع الأمريكية في قطر، وسافر كثيرًا في معظم أرجاء العالم العربي، كما أنه استثمر في عدد من الشركات الناشئة الإسرائيلية والأمريكية.
ساول سينجر : كاتب صحفي ومحرر سابق لصفحة في جريدة “Jerusalem Post”، عمل ساول قبل أن ينتقل إلى إسرائيل في عام ١٩٩٤ مستشارًا للشؤون الخارجية بمجلس النواب وللجان المصرفية في مجلس الشيوخ، ألَّف كتابًا بعنوان:
“Confronting Jihad: Israel’s Struggle and the World After 9/11”
معلومات عن المُترجمين:
تُرجِم هذا الكتاب على يد مجموعة من المُترجمين: عبدالعزيز صباغ، صفاء صباغ، محمد حبش، صفاء هنداوي، منال مكتبي، هاني داوود، أسماء منصور، ديما الحمد، سارة شهيد، علي غريب، رغداء صباغ.