أمريكا في الشرق.. صناعة الاقتصاد الإسرائيلي
أمريكا في الشرق.. صناعة الاقتصاد الإسرائيلي
كان العون الخارجي عاملًا حاسمًا في تاريخ إسرائيل العسكري والاقتصادي، فأثناء الفترة السابقة لإعلان الدولة، كان سباق التسلُّح على أشدِّه، بحث الإسرائيليون عن السلاح في كل مكان، حتى تواصل يهودي أمريكي متعاطف مع الهاغاناه وساعدهم على تهريب الطائرات الأمريكية إلى إسرائيل، بنى هذا الرجل فيما بعد صناعة الطائرات الإسرائيلية، حيث بدأ “آل شويمر” بمساعدة شمعون بيريز في تأسيس شركة لصيانة الطائرات الفائضة من الحروب وبيعها، لتصبح هذه الشركة فيما بعد “صناعات إسرائيل الجوية”، وأحد أهم مكونات الاقتصاد الإسرائيلي في الوقت الحالي.
تسيطر العقلية الاقتصادية ذات العقيدة العسكرية على إسرائيل، فأثناء فترات الحرب يعدُّ الموظفون دورهم كعامل أساسي في النصر، لقد أسهم مجتمع الشتات اليهودي بنصيب في استثمارات إسرائيل الخارجية، الباقي أنجزه العمال، فقد نجح المستثمرون الإسرائيليون في إنشاء مصانع وفروع لشركات عالمية مثل Intel ,cisco في بلدهم، لكنهم فهموا أيضًا أن الحفاظ على هذه الشركات داخل إسرائيل يتطلَّب إقناعهم بأن الحرب شيء جانبي غير مؤثِّر في الإنتاج، وبالفعل كانت الثقة تتزايد في المصانع الإسرائيلية مع كل حرب، ولم تشعر هذه الشركات بوجود معارك في المنطقة إلا من خلال نشرات التلفاز.
لم تكن إسرائيل بلدًا جذابًا للاستثمار هكذا قبل تلك الطفرة أثناء الحرب، وكان جميع المستثمرين يخشون الدخول إلى المنطقة، ولم يكن للإسرائيليين أي خبرة في إدارة الشركات، وحتى الاستثمارات المحلية، لم يكن هناك تمويل كافٍ لها، كان الأمر يتطلَّب نوعًا آخر من الاستثمار لبدء القفزة الإسرائيلية في ريادة الأعمال والشركات الناشئة، فذهبت إسرائيل إلى أمريكا طلبًا لخبراتها في بناء الشركات، وجاءت الفكرة بإنشاء صناديق استثمارية يشارك فيها الإسرائيليون بالمتدربين فقط وتتكفَّل أمريكا بالباقي، مع رأس المال الأجنبي وخبراء المستثمرين الأمريكيين لم يتطلَّب الأمر تحفيزًا آخر لتبدأ إسرائيل قفزتها الاقتصادية المستمرة إلى اليوم.
الفكرة من كتاب أمة الشركات الناشئة: حكاية معجزة إسرائيل الاقتصادية
لطالما كانت إسرائيل بالنسبة لنا مُحاطة بالغموض، رأينا آلة الحرب تارة ووجه السلام المُصطنع تارة أخرى، لكن دائمًا تجاهلنا، أو أُخفي عنا، القلب والمجتمع المُحرِّك لهذا الكيان، كان هذا فعَّالًا للغاية من جهة المقاطعة الشعبية، أما من ناحية “اعرف عدوك” فقد أصبحنا عميانًا عن كل ما يخصُّ عدوَّنا، كانت طريقتنا هذه لَتُـضحك صن تزو بلا شك، ربما سيجد البعض غضاضة في القراءة عن إنجازات إسرائيل، لكن من الضروري التفرقة بين المعرفة والحب، فطالما كان فهم العدو والإلمام بجميع جوانبه أساسًا للنصر، فعلى هذا نتفق في البداية، وأيضًا أن ميراث الدم لا ينسخه شيء.
مؤلف كتاب أمة الشركات الناشئة: حكاية معجزة إسرائيل الاقتصادية
دان سينور : أحد كبار مستشاري السياسة الخارجية في الحكومة الأمريكية، درس في إسرائيل وفي كلية إدارة الأعمال بهارفارد، كتب عن السياسة وعمل بها، كما عمل بالشرق الأوسط، وكان واحدًا من المسؤولين المدنيين الأطول خدمة في العراق.
عمل أيضًا مستشارًا للقيادة المركزية لوزارة الدفاع الأمريكية في قطر، وسافر كثيرًا في معظم أرجاء العالم العربي، كما أنه استثمر في عدد من الشركات الناشئة الإسرائيلية والأمريكية.
ساول سينجر : كاتب صحفي ومحرر سابق لصفحة في جريدة “Jerusalem Post”، عمل ساول قبل أن ينتقل إلى إسرائيل في عام ١٩٩٤ مستشارًا للشؤون الخارجية بمجلس النواب وللجان المصرفية في مجلس الشيوخ، ألَّف كتابًا بعنوان:
“Confronting Jihad: Israel’s Struggle and the World After 9/11”
معلومات عن المُترجمين:
تُرجِم هذا الكتاب على يد مجموعة من المُترجمين: عبدالعزيز صباغ، صفاء صباغ، محمد حبش، صفاء هنداوي، منال مكتبي، هاني داوود، أسماء منصور، ديما الحمد، سارة شهيد، علي غريب، رغداء صباغ.