دولة المهاجرين.. ديمقراطية لليهود فقط
دولة المهاجرين.. ديمقراطية لليهود فقط
إسرائيل الحاضر لم تكن لتوجد بشكلها الحالي لولا الرقابة الحكومية ذات اليد الطويلة منذ أيام الاحتلال الأولى، ومن المعروف أن رئيس الوزراء “بن غوريون” هو الصهيوني الأول الذي طبَّق الأفكار الاستيطانية النظرية على أرض الواقع، وأيضًا المهاجرون المشارك الأساسي في كل قفزات النهضة الإسرائيلية.
بدأ الاستيطان الإسرائيلي منذ وقت مبكِّر وقبل إعلان قيام الدولة اليهودية، على هيئة مجتمعات عسكرية زراعية محدودة “كيبوتس”، فقد بدأت إسرائيل نهضتها الأولى حيث اكتفت تلك المجتمعات ذاتيًّا، وشكَّلت نسبة كبيرة أيضًا من الصادرات الإسرائيلية، وكانت الأوضاع مثالية بفضل تدخُّل الحكومة في كل شيء ورعايتها للأنشطة الاستثمارية، مع مساحة محدودة للقطاع الخاص، ومع الأراضي الجديدة التي احتلَّتها إسرائيل في 1967م، لم يكن هناك مساحة لأي نشاط استثماري لا يخصُّ البنية التحتية، وكان الاقتصاد الإسرائيلي يعيش آخر الأيام السعيدة، ومع حرب 1973 م وتكبُّد إسرائيل خسائر مادية فادحة، شُلَّ الاقتصاد الإسرائيلي بالكامل لعدم قدرة الحكومة على دعمه حينها، فجاء وقت استخدام الوسائل القديمة، واستقدام مهاجرين للاستيطان من جديد.
كان الوضع بائسًا بعد الحرب، وقد انهارت أسطورة الجيش الذي لا يُقهر، وأصبح شبح الهزيمة والشتات قريبًا من جديد، واعتقد القادة الإسرائيليون أن موجة من المهاجرين ستكون حلًّا مثاليًّا لبعث شيء من الأمل، لكن تجربة إسرائيل مع اليهود الأثيوبيين سابقًا لم تكن مشجِّعة، ثم جاءت الفرصة من تلقاء نفسها، فمع انهيار الاتحاد السوفييتي جاء اليهود الروس إلى إسرائيل حاملين معهم خبرات طويلة في الهندسة والتكنولوجيا، وعرف الإسرائيليون أن الوقت لن يكون مناسبًا أكثر من هذا، لذلك بذلت الحكومة كل الجهد لتوفير فرص عمل لهم وإدماجهم في القطاع التقني الذي يبرعون فيه، وبدأت الأسهم في الارتفاع مرة أخرى، لقد نشأت إسرائيل بأيادي المستوطنين والمليشيات في البداية، ثم استمرت بفضل المهاجرين إلى الآن.
الفكرة من كتاب أمة الشركات الناشئة: حكاية معجزة إسرائيل الاقتصادية
لطالما كانت إسرائيل بالنسبة لنا مُحاطة بالغموض، رأينا آلة الحرب تارة ووجه السلام المُصطنع تارة أخرى، لكن دائمًا تجاهلنا، أو أُخفي عنا، القلب والمجتمع المُحرِّك لهذا الكيان، كان هذا فعَّالًا للغاية من جهة المقاطعة الشعبية، أما من ناحية “اعرف عدوك” فقد أصبحنا عميانًا عن كل ما يخصُّ عدوَّنا، كانت طريقتنا هذه لَتُـضحك صن تزو بلا شك، ربما سيجد البعض غضاضة في القراءة عن إنجازات إسرائيل، لكن من الضروري التفرقة بين المعرفة والحب، فطالما كان فهم العدو والإلمام بجميع جوانبه أساسًا للنصر، فعلى هذا نتفق في البداية، وأيضًا أن ميراث الدم لا ينسخه شيء.
مؤلف كتاب أمة الشركات الناشئة: حكاية معجزة إسرائيل الاقتصادية
دان سينور : أحد كبار مستشاري السياسة الخارجية في الحكومة الأمريكية، درس في إسرائيل وفي كلية إدارة الأعمال بهارفارد، كتب عن السياسة وعمل بها، كما عمل بالشرق الأوسط، وكان واحدًا من المسؤولين المدنيين الأطول خدمة في العراق.
عمل أيضًا مستشارًا للقيادة المركزية لوزارة الدفاع الأمريكية في قطر، وسافر كثيرًا في معظم أرجاء العالم العربي، كما أنه استثمر في عدد من الشركات الناشئة الإسرائيلية والأمريكية.
ساول سينجر : كاتب صحفي ومحرر سابق لصفحة في جريدة “Jerusalem Post”، عمل ساول قبل أن ينتقل إلى إسرائيل في عام ١٩٩٤ مستشارًا للشؤون الخارجية بمجلس النواب وللجان المصرفية في مجلس الشيوخ، ألَّف كتابًا بعنوان:
“Confronting Jihad: Israel’s Struggle and the World After 9/11”
معلومات عن المُترجمين:
تُرجِم هذا الكتاب على يد مجموعة من المُترجمين: عبدالعزيز صباغ، صفاء صباغ، محمد حبش، صفاء هنداوي، منال مكتبي، هاني داوود، أسماء منصور، ديما الحمد، سارة شهيد، علي غريب، رغداء صباغ.