من جبهة الحرب إلى كلية الإدارة.. حافة الفوضى كحافز للابتكار
من جبهة الحرب إلى كلية الإدارة.. حافة الفوضى كحافز للابتكار
من الطبيعي أن يكترث روَّاد الأعمال لمصالح شركاتهم الخاصة، لكن الإسرائيليين يضعون إسرائيل طوال الوقت على رأس أولوياتهم، فقد مارس الإسرائيليون التبشير طوال الوقت بالدعاية العالمية للصناعة الإسرائيلية، ولكن لن يكون هذا مفاجئًا عندما نعرف أن معظم رواد الأعمال الإسرائيليين كانوا خريجي الوحدة 8200 والوحدة Talpiot في الجيش الإسرائيلي، واللتان تصنَّفان كإحدى وحدات النخبة في الجيش الإسرائيلي.
هناك يقضي الجنود بشكل عام ثلاث سنوات على الأقل من الخدمة العسكرية، ولا تنقطع علاقتهم بالجيش أبدًا، حيث يتفرَّغ جميع الإسرائيليين سنويًّا لأسبوعين أو أكثر لينخرطوا في الحياة العسكرية مرة أخرى، وتصنع هذه الاجتماعات السنوية علاقات متجدِّدة بين طبقات المجتمع المختلفة، وفي كيان صغير أصلًا مثل إسرائيل، يؤول الأمر في النهاية إلى نوع من المجتمعات الريفية المباشرة، الكل فيه يعرف الكل.
ليس من الغريب أن يصبح هؤلاء العسكريون رواد أعمال وقادة شركات، فهم بالفعل قد عالجوا أوضاعًا حرجة واتخذوا العديد من القرارات المصيرية طوال خدمتهم، ولذلك فعند التقدُّم لوظيفة في إسرائيل تكون الخلفية العسكرية عاملًا أكثر أهمية من الشهادة الأكاديمية، وهكذا لا يضيع الإنفاق العسكري هدرًا على المجتمع، بل يعود إليه بشكل أكثر فاعلية.
بالفعل هناك دول أخرى في العالم تحظى بنفس الأجواء التي تُحيط بإسرائيل، لكن لم تفضِ إلى ثقافة الشركات الناشئة في النهاية، فما هو العامل الناقص؟ يعود هذا إلى ثقافة التطبيع الإيجابي مع الفشل في إسرائيل، وإلى النموذج الإداري الذي تُبنى عليه ثقافة كل المؤسسات الإسرائيلية الذي يعطي شجاعة أكبر على المغامرة والقدرة على الارتجال وتحدِّي المسؤولين مع عدم الاهتمام بالتدرُّجات الهرمية، هذا هو العامل الذي تنفرد به إسرائيل، لا تقاليد أو روتين مؤسساتي موروث، إنها إحدى الصفات الموروثة منذ زمن العصابات الإسرائيلية؛ الوقوف على خط رفيع بين النظام والفوضى، هذا ما يؤدي في النهاية إلى الإبداع.
الفكرة من كتاب أمة الشركات الناشئة: حكاية معجزة إسرائيل الاقتصادية
لطالما كانت إسرائيل بالنسبة لنا مُحاطة بالغموض، رأينا آلة الحرب تارة ووجه السلام المُصطنع تارة أخرى، لكن دائمًا تجاهلنا، أو أُخفي عنا، القلب والمجتمع المُحرِّك لهذا الكيان، كان هذا فعَّالًا للغاية من جهة المقاطعة الشعبية، أما من ناحية “اعرف عدوك” فقد أصبحنا عميانًا عن كل ما يخصُّ عدوَّنا، كانت طريقتنا هذه لَتُـضحك صن تزو بلا شك، ربما سيجد البعض غضاضة في القراءة عن إنجازات إسرائيل، لكن من الضروري التفرقة بين المعرفة والحب، فطالما كان فهم العدو والإلمام بجميع جوانبه أساسًا للنصر، فعلى هذا نتفق في البداية، وأيضًا أن ميراث الدم لا ينسخه شيء.
مؤلف كتاب أمة الشركات الناشئة: حكاية معجزة إسرائيل الاقتصادية
دان سينور : أحد كبار مستشاري السياسة الخارجية في الحكومة الأمريكية، درس في إسرائيل وفي كلية إدارة الأعمال بهارفارد، كتب عن السياسة وعمل بها، كما عمل بالشرق الأوسط، وكان واحدًا من المسؤولين المدنيين الأطول خدمة في العراق.
عمل أيضًا مستشارًا للقيادة المركزية لوزارة الدفاع الأمريكية في قطر، وسافر كثيرًا في معظم أرجاء العالم العربي، كما أنه استثمر في عدد من الشركات الناشئة الإسرائيلية والأمريكية.
ساول سينجر : كاتب صحفي ومحرر سابق لصفحة في جريدة “Jerusalem Post”، عمل ساول قبل أن ينتقل إلى إسرائيل في عام ١٩٩٤ مستشارًا للشؤون الخارجية بمجلس النواب وللجان المصرفية في مجلس الشيوخ، ألَّف كتابًا بعنوان:
“Confronting Jihad: Israel’s Struggle and the World After 9/11”
معلومات عن المُترجمين:
تُرجِم هذا الكتاب على يد مجموعة من المُترجمين: عبدالعزيز صباغ، صفاء صباغ، محمد حبش، صفاء هنداوي، منال مكتبي، هاني داوود، أسماء منصور، ديما الحمد، سارة شهيد، علي غريب، رغداء صباغ.