الديمقراطية وأضرارها من وجهة نظر أمريكية
الديمقراطية وأضرارها من وجهة نظر أمريكية
إن سياسة الولايات المتحدة في العالم الثالث هي المعارضة بكل قوة للديمقراطية إذا كانت نتائجها خارج نطاق سيطرتها، والمشكلة مع الديمقراطية الحقيقية أنها عُرضة لتنفيذ مطالب الشعوب من خلال حكومات تلك الدول، وذلك بدلًا من تنفيذ مطالب المستثمرين الأمريكيين، فعندما تتعرَّض حقوق المستثمرين للتهديد فيجب أن ترحل الديمقراطية فيحل محلها حكام التعذيب والقتل!
وفي سبيل ذلك دعمت الولايات المتحدة إعاقة الحكومات البرلمانية، بل وأسقطتها في كثير من الدول.
ولا استثناء لهذه القاعدة، فلا يهم إن كانت الدولة مهمة أو غير مهمة، قوية أو ضغيفة، بل إن الدولة الفقيرة الضعيفة تمثل الخطر الأعظم، فعلى سبيل المثال: ربما كانت “لاوس” في الستينيات أفقر دولة في العالم ولم يكن سكانها يعرفون أنهم يسكنون بدولة من الأساس تسمى “لاوس”، فقط عرفوا أنهم يسكنون قرية وبجوارهم قرى أخرى، ولكن ما إن بدأ البعض في “لاوس” إصلاح اجتماعي بخطوات بسيطة جدًّا إلا وقصفتهم واشنطن بسيلٍ غزير من القنابل في سرية تامة.
وكذلك في “نيكارجوا والسلڤادور” تعرَّضت كل منهما لهجمات شديدة من الولايات المتحدة كلَّفتهما مئات الآلاف من القتلى وعدة بلايين من الدولارات. فما السبب وراء ذلك رغم أننا لا نسمع أصلًا عن تلك الدول؟
يشير الكاتب إلى أنه كلما زاد ضعف وفقر الدولة زاد خطرها وأصبحت مثلًا يُحتذى به، فإذا استطاعت دولة هزيلة ومُعدمة أن تنجح بعيدًا عن قبضة الولايات المتحدة، فلماذا لا تنجح دول أخرى بقوة متوسطة!
فإن تفاحة واحدة فاسدة قد تُفسد الصندوق كله!
الفكرة من كتاب ماذا يريد العمُّ سام؟!
يتحدث تشومسكي عن الأهداف الرئيسة للسياسة الخارجية الأمريكية، ولا سيما بعد الحرب العالمية الثانية، وكيف أنه في سبيل تحقيقها انتهكت الولايات المتحدة كل ما تنادي به من مبادئ عن ديمقراطية الشعوب وحقوق الإنسان وحق تقرير المصير، ومن أهم الأدلة على ذلك كوريا وفيتنام.
ويحلِّل تركيبة المجتمع الأمريكي المتعدد الأعراق والأجناس، مع توضيح أن مخططي السياسة الأمريكية هم مجموعة قليلة من محترفي السياسة ورجال المال والأعمال والإعلاميين، ويتطرق إلى شعارات مثل الديمقراطية وحرية الكلمة وحقوق الإنسان بين أفراد الشعب الأمريكي ويبحث عن مدى تطبيقها الفعلي.
مؤلف كتاب ماذا يريد العمُّ سام؟!
نعوم تشومسكي: أستاذ لسانيات وعالم لغويات ومَرجع لكل الجامعات وعالِم بالمنطق ومؤرخ وناقد سياسي، ورغم أنه أمريكي الجنسية فهو أكبر ناقد للسياسات الأمريكية، وكذلك ناقد شديد لإسرائيل ومنتصِر للحقوق الفلسطينية، صُوِّت له كأبرز مثقفي العالم في استطلاع للرأي العام سنة ٢٠٠٥، ألَّف أكثر من مائة كتاب، من أشهرها:
أشياء لن تسمع بها أبدًا.
الدول المارقة.
الحادي عشر من سبتمبر.
الربح مقدمًا على الشعب.