خدعة المساواة.. وتربية الأبناء
خدعة المساواة.. وتربية الأبناء
أما بالنسبة للمرأة، فعليها أن تراعي حقوق زوجها التي هي معروفة في أن تُحسن عشرته ورعايته وتعطيه حقوقه، وقد منع الإسلام المرأةَ من الصلاة في المسجد إن أهملت بيتها وتركت زوجها وانصرفت عنه بحجة العبادة في المسجد، ومن واجبها كذلك أن تصون عرضه وتحفظ غيبته، ولا تُدخل أحدًا بيتهما بغير علمه، بينما يجب على الزوج أن يراعي حقوق زوجته المتمثلة في حسن معاملتها ورعاية البيت من نفقةٍ وإطعامٍ وشرابٍ وكسوة، وعليه ألا يهملها ولا يغيب عنها طويلًا، وأن يعفَّها، فرسول الله قد منع أصحابه من التقصير في حق زوجاتهم بحجَّة العبادة.
ولا ينخدعن أحدٌ بما يدعو إليه البعض تحت اسم “المساواة” التي تحقِّر من رعاية المرأة لأسرتها وبيتها، فالمرأة لها طبيعة وخصائص تختلف عن طبيعة الرجل، ولا يمكنه فعل الكثير مما تقدر هي عليه، وكذا الرجل له خصائص لا يمكن للمرأة اكتسابها كما يظهر في ميادين العمل الشاقة، وقد كفل الإسلام حقوقَ المرأة، ولهذا من الضروري ألا تقبل المرأة إلا بزوجٍ يعرف هذه الحقوق حقًّا ولا يبخسها.
آخر ما نتطرَّق إليه هو تربية الأبناء، وليعلم الطَّرَفان أن تربية الطفل تبدأ حتى قبل أن يختار كلٌّ منهما شريكه، فالشريكُ الفاسد لا يمكنه تربية الأبناء، ومن المعلوم أيضًا أن الأم لها دورٌ عظيم في إنجاب أبناءٍ ذوي خُلُقٍ ودينٍ وشأن، وليعلم الأب والأم أن المسؤولية الكبرى تجاه الأبناء لا تتمثَّل فقط في الطعام والكسوة، ولنتعلَّم مما فعلته أم سفيان الثوري، أمير المؤمنين في الحديث، حينما شجَّعته على طلب العلم وقالت له: “يا بني اطلب العلم وأنا أكفيك بمغزلي”، ولهذا نفهم ما فعله الإسلام حين عني كل العناية بالأم.
الفكرة من كتاب الزواج السعيد بين حسن الاختيار وعشرة الأخيار
“حقيقةً، إن أسهل شيء عند المرأة هذه الأيام هي أن تعلن استقلالها، وأنها تتساوى مع الرجل في العمل، أما بالنسبة لمنزلها وعائلتها، فهما يحتلان المرتبة الثالثة أو الرابعة، إن المأساة بالنسبة للمرأة، أن تتخلَّى عن إقامة بيت طيب سعيد”، هكذا نُسبِت هذه الكلمات إلى كاتبة إنجليزية ومتخصصة في شؤون المرأة، ولا يعني هذا الرأي تخلِّي المرأة عن حياتها وأهدافها، وإنما يشير إلى حقيقة تتمثل في وجود مسؤولية حقيقية تجاه الأسرة.
إن الزواج لم يكن أبدًا خطوة اعتيادية يخطوها المرء حين يظن أنه قد نضج عمريًّا فقط، بل هو مشروعٌ يحتاج إلى شخصٍ ناضجٍ وسوي، خصوصًا في هذا العصر الذي ارتفعت فيه نسب الطلاق والجرائم، ولقد عنِيَ الإسلام بمسألة الزواج وفصَّلها ليقدِّم ما فيه سعادة الزوجين وراحتهما، وذلك بدءًا من أول خطوة تتمثَّل في اختيار شريك الحياة، ثم عوامل استمرارية الزواج ونجاحه، وهذا ما يتطرَّق إليه ذلك الكتاب.
مؤلف كتاب الزواج السعيد بين حسن الاختيار وعشرة الأخيار
حاتم إبراهيم سلامة: هو كاتب صحفي مصري، تخرَّج في كلية أصول الدين بجامعة الأزهر بالقاهرة، ليبدأ حياته المهنية في مجال الصحافة والتأليف، إذ تخصَّصت كتاباته في عدة مجالات أبرزها التنمية الذاتية، والحياة الزوجية، ومن أهم مؤلفاته:
اقرأ.. رسالة الوحي الأولى.
آفات في بيت الزوجية.
التشجيع يصنع المعجزات.