دور الآباء في الزواج الناجح
دور الآباء في الزواج الناجح
ننتقل الآن إلى ما يخصُّ دورَ الآباء وواجبهم في إرشاد أبنائهم وبناتهم، فِمنَ البديهي أن يعرفَ الأبُ ذلك الشخص الذي سيُقبِل على زواج ابنته معرفةً جيدة في سلوكه ودينه وخُلُقه وسمعته، وهو ما يظهر في السؤال عنه، وفترة الخطوبة، وتعاملاته ككُل، والعلمُ أنَّ صاحب الدين والخُلُق هو الذي إن عاشر زوجته عاشرها بمعروف، وإن سرَّحها سرَّحها بإحسان، وأن يعرف واجباته حقًّا، فلا يخجل أن يكون في خدمة أهل بيته، فمن الرجال من كان يخدم أهل بيته حتى تستحي منه زوجته، ومنهم من يبقى على مودة زوجته حتى في مرضها وضياع جمالها.
كما لا ينبغي أن تشكِّل القَرابة عصبًا حساسًا في علاقة الزواج، فكثيرون لا يزوِّجون بناتهم بأقربائهم أو رجالٍ من عائلاتهم لأسباب رجعيَّة أو لمجرد خشية حدوث حرجٍ أو قطيعة، وذلك دون النظر إلى خُلُقِ الرجل ودينه، والدين كان على علمٍ بأسس نجاح الزواج وتحقيق الغاية منه في الدنيا والآخرة، وعلى هذا رأينا بلالًا يتزوج من أخت عبد الرحمن بن عوف، ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) يزوِّج مولاه زيد بن حارثة لزينب القرشية.
ولهذا فلم تكن كَثرة المال هي الأساس، كما لم يفرِّق الإسلام بين العربي والأعجمي، أو الأبيض والأسود، أضِف إلى ذلك أنه لم يُكره الفتاة على الزواج بمن لا ترضاه، فالنبي (صلى الله عليه وسلم) لما جاءته جارية ذكرت له أنَّ أباها زوَّجها وهي كارهة، فإذا به يُخيِّرها، ولذلك على الأب إن تقدَّم لابنته من يرضاه لها، أن يناقشها ويشرح لها أسباب ترجيحه له وميزاته، فإن أبت فلا إكراه ولا إجبار.
الفكرة من كتاب الزواج السعيد بين حسن الاختيار وعشرة الأخيار
“حقيقةً، إن أسهل شيء عند المرأة هذه الأيام هي أن تعلن استقلالها، وأنها تتساوى مع الرجل في العمل، أما بالنسبة لمنزلها وعائلتها، فهما يحتلان المرتبة الثالثة أو الرابعة، إن المأساة بالنسبة للمرأة، أن تتخلَّى عن إقامة بيت طيب سعيد”، هكذا نُسبِت هذه الكلمات إلى كاتبة إنجليزية ومتخصصة في شؤون المرأة، ولا يعني هذا الرأي تخلِّي المرأة عن حياتها وأهدافها، وإنما يشير إلى حقيقة تتمثل في وجود مسؤولية حقيقية تجاه الأسرة.
إن الزواج لم يكن أبدًا خطوة اعتيادية يخطوها المرء حين يظن أنه قد نضج عمريًّا فقط، بل هو مشروعٌ يحتاج إلى شخصٍ ناضجٍ وسوي، خصوصًا في هذا العصر الذي ارتفعت فيه نسب الطلاق والجرائم، ولقد عنِيَ الإسلام بمسألة الزواج وفصَّلها ليقدِّم ما فيه سعادة الزوجين وراحتهما، وذلك بدءًا من أول خطوة تتمثَّل في اختيار شريك الحياة، ثم عوامل استمرارية الزواج ونجاحه، وهذا ما يتطرَّق إليه ذلك الكتاب.
مؤلف كتاب الزواج السعيد بين حسن الاختيار وعشرة الأخيار
حاتم إبراهيم سلامة: هو كاتب صحفي مصري، تخرَّج في كلية أصول الدين بجامعة الأزهر بالقاهرة، ليبدأ حياته المهنية في مجال الصحافة والتأليف، إذ تخصَّصت كتاباته في عدة مجالات أبرزها التنمية الذاتية، والحياة الزوجية، ومن أهم مؤلفاته:
اقرأ.. رسالة الوحي الأولى.
آفات في بيت الزوجية.
التشجيع يصنع المعجزات.