ما الهدف من الزواج؟
ما الهدف من الزواج؟
لقد توافق الدين الإسلامي مع الفطرة الإنسانية، فلم يُشرِّع ما يعادي طبيعة الإنسان ولا ما يدعو للإباحية التي تهدمُ المجتمع، وأقربُ الأدلَّة على ذلك هو ما شرَّعه في الزواج لمواءمة حاجات الإنسان، كما لم يجعل أمر الزواج مقتصرًا على الاشتهاء البدني فقط، وإنما كان لهدف الارتباط الروحي والمعنوي الذي هو أكثر تأثيرًا من الارتباط المادي، فالإنسان بطبيعته يحتاج إلى من يهتم به، وبهذا يمكن فهم مقصود الزواج على أنه صيانة لنفس المرء من شهواته ونتائجها، وهو كذلك غايةٌ يهدف بها المسلمُ إلى إنجاب ذرية تحافظ على دين الله وتحمل رايته.
ويقول الإمامُ الغزالي إنَّ الزَّواج ليس إراحة بدنٍ ثائر، بل هو أسمى من ذلك وأجل، فلا ينخدع طالبُ أو طالبةُ الزواج بالمظاهر الباهرة، كما أنَّ أوَّلَ علامة على باطن المرء الشريف هما أبواه، ولنعلم أن العواطف لا ينبغي أن تكون في المقام الأول رغم أهميتها، بينما الأساس الذي يجب الالتزام به عند اختيار الشريك هو أن يكون على قدرٍ من التديُّن الصحيح الذي تقوم عليه حياته سواء للرجل أو الم
رأة، فالمثير للدهشة أننا نسمع اليوم من تستغرب من حُرمة كشف الرأس، ومن يندهش من حُرمة الاختلاط دون حدود، ثم منَّا من تغلبه عواطفه فيقول إنه سوف يقنعها بالحجاب والعفاف، أو إنها ستصلحه وتقنعه بالصلاة، لكن الحقيقة أن ذلك بعيد المنال.
إذًا فالزواج الناجح هو أحد مسبِّبات السعادة في الحياة، وعلى المرء أن يختار تلك التي تحفظ غيبته وتصون شرفه، وليعمل هو على إصلاح نفسِه أولًا ليصون حقوقها، فالمرأة الصالحة أحد مصادر السعادة الثلاثة كما قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “فمن السعادةِ: المرأةُ تراها تُعجبكَ، وتَغيبُ فتأمنُها على نفسِها ومالكَ”، ثم قال: “ومن الشقاوةِ المرأةُ تراها فتسُوؤكَ ، وتحملُ لِسانَها عليكَ، وإن غبتَ عنها لم تأمنْها على نفسهَا ومالكَ”.
الفكرة من كتاب الزواج السعيد بين حسن الاختيار وعشرة الأخيار
“حقيقةً، إن أسهل شيء عند المرأة هذه الأيام هي أن تعلن استقلالها، وأنها تتساوى مع الرجل في العمل، أما بالنسبة لمنزلها وعائلتها، فهما يحتلان المرتبة الثالثة أو الرابعة، إن المأساة بالنسبة للمرأة، أن تتخلَّى عن إقامة بيت طيب سعيد”، هكذا نُسبِت هذه الكلمات إلى كاتبة إنجليزية ومتخصصة في شؤون المرأة، ولا يعني هذا الرأي تخلِّي المرأة عن حياتها وأهدافها، وإنما يشير إلى حقيقة تتمثل في وجود مسؤولية حقيقية تجاه الأسرة.
إن الزواج لم يكن أبدًا خطوة اعتيادية يخطوها المرء حين يظن أنه قد نضج عمريًّا فقط، بل هو مشروعٌ يحتاج إلى شخصٍ ناضجٍ وسوي، خصوصًا في هذا العصر الذي ارتفعت فيه نسب الطلاق والجرائم، ولقد عنِيَ الإسلام بمسألة الزواج وفصَّلها ليقدِّم ما فيه سعادة الزوجين وراحتهما، وذلك بدءًا من أول خطوة تتمثَّل في اختيار شريك الحياة، ثم عوامل استمرارية الزواج ونجاحه، وهذا ما يتطرَّق إليه ذلك الكتاب.
مؤلف كتاب الزواج السعيد بين حسن الاختيار وعشرة الأخيار
حاتم إبراهيم سلامة: هو كاتب صحفي مصري، تخرَّج في كلية أصول الدين بجامعة الأزهر بالقاهرة، ليبدأ حياته المهنية في مجال الصحافة والتأليف، إذ تخصَّصت كتاباته في عدة مجالات أبرزها التنمية الذاتية، والحياة الزوجية، ومن أهم مؤلفاته:
اقرأ.. رسالة الوحي الأولى.
آفات في بيت الزوجية.
التشجيع يصنع المعجزات.