للحياة قوانين
للحياة قوانين
لم يخلق الله في الحياة شيئًا عبثيًّا، فبعدله ورحمته أودع فيها سننًا للعيش، وقوانين لا تحابي أحدًا، فلذلك لا داعي لإضاعة الوقت في الطعن والتذمر من قوانينها، والاعتقاد أن الحظ والقدر هما المُحركان لكل شيء، ولعب دور الضحية للتخفيف عن النفس من عبء تحمل المسؤولية، ومن منطلق مبدأ التشبيه يُمكننا ضرب الأمثال بلعبة الشطرنج، للتوضيح أكثر، ولكي نربح في لعبة الحياة علينا تعلم قواعد اللعبة أولًا، ومن ثم تعلم كيفية اللعب أفضل من الآخرين، يمكننا أخذ الخطوط العريضة التي تعصمنا من الزلل من الكتب السماوية، ولكن كيف يمكننا إيجاد الآليات والخطوات العملية؟
مع الأسف لا يمكننا الحصول عليها من حِكم الأولين لعدم وجود كُتيب يحويها، ولكن يمكننا أخذ قوانين الحياة من عدَّة مصادر أولها: حياتنا الماضية، فمثلما يتعلم لاعب الشطرنج الماهر من كل مباراة سابقة قد خسرها، فعلى المرء أن يتعلم من كُلِّ موقف قد مر به.
وثانيها: الحياة من حولنا، وذلك بالاستفادة من أخطاء من حولنا من الأصدقاء والشركاء، فكما قال العرب قديمًا “السعيد من اتعظ بغيره، أما الشقي فمن اتعظ بنفسه”، ذلك مثل لاعب الشطرنج الذي يتعلم من مباريات غيره، ويتجنب الوقوع في نفس الفِخاخ التي نصبت للآخرين.
وثالثها: قراءة سِير الآخرين، من كُتب التاريخ والسِّير والتراجم، سواء كانوا عظماء ومؤثرين ذوي حكمة، أم مجرمين وفشلة وطغاة، حتى نتعلم النقاط المؤثرة التي تصنع حياة البشر سواء في الخير أم الشر، وأخيرًا: العزلة الإيجابية، وليس المقصود منها الانعزال لمجرد الانعزال فترة طويلة، ولكن هي الابتعاد عن الحياة وضجيجها لمدة من الزمن، للتأمل في أحوالنا ومراجعة النفس أولًا، ومن ثم التأمل في أحوال من حولنا.
الفكرة من كتاب الحياة رُقعة شطرنج
هل تُجيد لَعِبَ الشطرنج؟ لا عليك إن كانت إجابتك لا، فمن المهم أن نولي اهتمامنا تجاه لُعبة الحياة، التي تشبه لُعبة الشطرنج كثيرًا، وفي الوقت نفسه تختلف عنها اختلافًا خطيرًا، لأن الخسارة فيها لا يمكن تعويضها كما في لُعبة الشطرنج، وفي الحياة ليس بالضرورة أن يكون هناك عدو أو خصم؛ قد نتعارك مع ذواتنا، أحلامنا وأمانينا التي تلوح من بعيد .
ولذلك قدم لنا الكاتب ثماني عشرة استراتيجية مختلفة تتشابه كل منها مع إحدى قواعد لعبة الشطرنج، لكي نستطيع الربح في لعبة الحياة وفهم قوانينها وتحديد موقعنا على رقعتها، والتعامل معها باحترافية لا ارتجالية، بأسلوبه البسيط القريب من الشباب، مستشهدًا بآيات قرآنية وأحاديث نبوية، وكثير من القصص.
مؤلف كتاب الحياة رُقعة شطرنج
كريم الشاذلي: كاتب وإعلامي وباحث ومُحاضر مصري في مجال العلوم الإنسانية وتطوير الشخصية والإرشاد الأسري والمجتمعي، وُلد في نوفمبر 1978. استطاع في مدة قياسية أن يصل إلى أكثر من نصف مليون قارئ عربي من خلال 15 كتابًا مطبوعًا، وقد تُرجِمَت كتبه إلى العديد من اللغات،كما تتوافر كل أعماله بلغة برايل للمكفوفين. وقد تقلَّد منصب مدير عام دار أجيال للنشر والتوزيع، وأعطى محاضرات في جميع جامعات مصر، وحلَّ ضيفًا على كثير من البرامج التلفزيونية في الدول العربية. ويقوم الآن على مشروعه الذي أسماه “رخصة قيادة الحياة الزوجية” وهي مجموعة من الدورات التي تهدف إلى تثقيف المقبلين على الزواج والمتزوجين.
له عدة مؤلفات من أشهرها:
امرأة من طراز خاص.
أفكار صغيرة لحياة كبيرة.
لم يخبرونا بهذا قبل أن نتزوج.
ما لم يخبرني به أبي عن الحياة.