الثورة الصناعية المقبلة
الثورة الصناعية المقبلة
ستؤدي الطباعة الثلاثية الأبعاد إلى تغييرات جوهرية في النظام الاقتصادي وظهور أعمال جديدة، وفي الوقت نفسه انتهاء وظائف أخرى، وسيحل أصحاب المشروعات الصغيرة محل سلاسل التوريد العالمية، وكذلك ستنخفض المخاطر التي تحدث عند تجربة نماذج أعمال جديدة، وسيظهر ما يسمى بالتصنيع السحابي وهو نظام يتكون من شبكات هائلة من شركات التصنيع الصغيرة، ويتم ضبطه وإدارته آليًّا، ويمكن أن يتصل فيه الملايين من المصنعين المستقلين وأن يتجمعوا لإنجاز مشروع معين، وسيتمكن كل مُصنِّع مستقل من صنع منتجات كثيرة بسرعة وعند الطلب، وسيؤدي التصنيع السحابي إلى تشجيع الابتكار وإتاحة سعة إنتاج كبيرة.
عندما يتمكن الأفراد العاديون من استخدام أدوات التصميم وتطبيقها في حياتهم ستحدث ثورة تكنولوجية، لأن ذلك سيقلل من صعوبات توافر الموارد والمهارات، ومن ثم القدرة على صنع منتجات إضافية أو جديدة دون أي استثمار أو مخاطرة بالمال، وإمكانية اختبار قبول السوق لمنتجهم من عدمه في أثناء قيامهم بعملهم الأساسي.
إن هذه الاستثمارات الصغيرة للغاية في المال والوقت والمكان وهذه القدرة على الإنتاج تصف نموذجًا مستقبليًّا للطابعات الثلاثية الأبعاد يُسمى “المصانع المتناهية الصغر”، الذي سيؤدي إلى تحسين مستوى المجتمعات الفقيرة ومساندة الفئات الضعيفة في المجتمع.
تحقق الطباعة الثلاثية الأبعاد النجاح التجاري في المنتجات التي تُصنع بأعداد قليلة مثل المجوهرات والديكور المنزلي وتصميم الأزياء، وهذا النظام سيتفوق على التصنيع الواسع النطاق لما تتمتع به الطابعات الثلاثية الأبعاد من خصائص تمكنها من صنع منتجات صديقة للبيئة، والاستغناء عن مستودعات التخزين بالاعتماد على المخازن الرقمية، وتوفير المنتجات للعملاء عن طريق تصنيعها بشكل محلي، وكذلك يمكن أن تستخدم مواد خام صديقة للبيئة أو مواد مُعاد تدويرها.
الفكرة من كتاب الطباعة ثلاثية الأبعاد: ميلاد ثورة صناعية جديدة
هل سبق لك وأن تمنيت امتلاك آلة لصُنع الطعام بحيث تختار وجبتك المفضلة وتقوم بصنعها على الفور؟ أو تمنيت وجود آلة تطبع أدوات ومجسمات تحتاج إليها؟
إن التكنولوجيا في ازدهار وتطور سريع، وهي تتيح الآن ما كان يُعتقد سابقًا أنه ضربٌ من الخيال، هذه الآلة هي الطابعة الثلاثية الأبعاد وهي موجودة بالفعل، ولا تقتصر إمكانياتها على صنع الطعام فقط، بل تمتد لتشمل المجال الطبي والصناعي والمعماري وغيرها من المجالات، سنتعرف في هذا الملخص طريقة عمل الطابعة الثلاثية الأبعاد ومميزاتها وأنواعها وتطبيقاتها المتنوعة في الحياة.
مؤلف كتاب الطباعة ثلاثية الأبعاد: ميلاد ثورة صناعية جديدة
هود ليبسن: أستاذ الهندسة الميكانيكية وعلوم البيانات في جامعة كولومبيا، ويُدير مختبر الآلات الإبداعية في الجامعة، عمل قبل ذلك أستاذًا للهندسة بجامعة كورنيل، وهو رائد في مجال الطباعة الثلاثية الأبعاد المفتوحة المصدر، وطباعة الإلكترونيات والطباعة الحيوية وطباعة الطعام، وعَمِلَ في التصميم الأتوماتيكي وصناعة الروبوتات المُدرِكة للذات، شارك في تأليف ما يزيد على (٣٥٠) ورقة بحثية، كما شارك في تأسيس أربع شركات.
ميلبا كيرمان: مُحلِّلة تقنية ومُتحدثة وعضو هيئة تدريس في جامعة Singularity، وكاتبة لكثير من المقالات عن تأثير الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة في الحياة والعمل والمدن، عَمِلت سابقًا في جامعة كورنيل وفي شركة مايكروسوفت.
من مؤلفاتها: “Tech Transfer 2.0”.
كتاب آخر شارك فيه المؤلفان: “Driverless: Intelligent Cars and the Road Ahead”.
معلومات عن المترجم
زياد إبراهيم: مُتَرجم حاصل على ليسانس الآداب قسم اللغة الإنجليزية من جامعة طنطا، عمل في مجال الترجمة في شركة ترانس تيك للترجمة المعتمَدة وشركة بيت اللغات الدولية، كما عمل في الترجمة الصحفية في الوكالة الإسبانية ووكالة رويتز وموقع التحرير الصحفي، ثم شغل وظيفة مترجم أول في مؤسسة هنداوي.
من الأعمال التي ترجمها: “رحلة على متن منطاد” – “قصة الأيام القادمة”.