سرُّ الصدِّيق
سرُّ الصدِّيق
يحاول العقَّاد الكشف عن مفتاح شخصية أبي بكر، ويقصد بمفتاح الشخصية الأداة الصغيرة التي تفتح أبواب الشخصية، كمفاتيح البيوت.
ومفتاح شخصية الصدِّيق هو الإعجاب بالبطولة، فالرسول صلى الله عليه وسلم كان يتعرّض للأذى ولم يكن من أصحاب الخيلاء، بل كان وحيدًا يطرده الأكثرون، فالبطولة التي أعجب بها أبو بكر هي بطولة الحق والخير والاستقامة والفداء لدى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
وموقفه غير منكور في تصديقه النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الإسراء والمعراج، في ذلك الوقت الذي تشكَّك فيه الكثيرون ورفضوا أن يصدقوا ذلك الأمر.
وقد لاحظ المؤلف أن الصدِّيق كان مستعدًا للإسلام قبل كل شيء، فما إن عرف الإسلام إلا وأسلم دون أن يمنعه ما منع آخرين، فلم يكن يخشى تهديد سيادة أو افتقاد سلطة، أو مصلحة، وإنما كل ما شغله هو أن ينصر الله ورسوله.
الفكرة من كتاب عبقرية الصديق
يتناول العقاد شخصية الصدِّيق أبي بكر رضي الله عنه من زاوية مُختلفة، استكمالًا لسلسلة العبقريات لديه، فالكتاب لا يتناول شخصه وحياته رضي الله عنه بصورة تقليدية، بل يتناوله تحليلًا ودراسةً وتفصيلًا من خلال مواقفه رضي الله عنه، فتناوله صديقًا وأبًا وحاكمًا، كما عقد مقارنات بين الصدِّيق والفاروق تُظهر تميُّز كلتا الشخصيتين في جوانبها المختلفة.
مؤلف كتاب عبقرية الصديق
عباس محمود العقاد: أديب ومفكر وصحفي وشاعر مصري، ولد في أسوان عام 1889م، حصل على شهادة الابتدائية لكنه كان مولعًا بالقراءة في مختلف المجالات، منحه الرئيس المصري جمال عبد الناصر جائزة الدولة التقديرية في الآداب غير أنه رفض تسلُّمها، كما رفض الدكتوراه الفخرية من جامعة القاهرة.
أضاف إلى المكتبة العربية أكثر من مائة كتاب في مختلف المجالات، فمن مؤلفاته: سلسلة العبقريات والإنسان في القرآن والتفكير فريضة إسلامية، وغيرها الكثير، تُوفِّيَ العقاد في القاهرة عام 1964م.