الصدِّيق في بيته وبين أصحابه
الصدِّيق في بيته وبين أصحابه
عُرف عن الصديق بره بأبويه في الجاهلية والإسلام، وعرف بعطفه على أبنائه طوال حياته، فلم يستخدم الشدّة في تربيته إياهم إلا بدافع العقيدة ووازع التأديب.
تزوَّج امرأتين في الجاهلية واثنتين في الإسلام، منهنَّ أم رومان التي أنجبت عبدالرحمن وعائشة، وحبيبة التي أنجبت أم كلثوم بعد وفاته رضي الله عنه، ولم يكن لزوجات أبي بكر ما يشتكين منه غير قلة النفقة والقصد في المعيشة، وهو لم يكن مقلًا بالمال على أهل بيته عجزًا عن كسبه، ولكنه كان يتجَّنب الإسراف. وفي بيته نشأت عائشة وأسماء رضي الله عنهما، وأولاهما زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والثانية ذات النطاقين ووالدة عبدالله بن الزبير.
وكان رضي الله عنه شديد الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع أصحابه، يقدِّر الناس حق قدرهم، كذلك الموقف عندما كان النبي صلى الله عليه وسلم يومًا في المسجد وحوله أصحابه، وأقبل عليهم عليّ بن أبي طالب فوقف فسلَّم ثم نظر مجلسًا، فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرى أيهم يوسع له، وكان الصديق على يمينه فأسرع يتزحزح عن مجلسه وهو يقول: ها هنا يا أبا الحسن! فبدا السرور في وجه النبي، وقال: “يا أبا بكر، إنما يعرف الفضل لأهل الفضل ذوو الفضل”.
الفكرة من كتاب عبقرية الصديق
يتناول العقاد شخصية الصدِّيق أبي بكر رضي الله عنه من زاوية مُختلفة، استكمالًا لسلسلة العبقريات لديه، فالكتاب لا يتناول شخصه وحياته رضي الله عنه بصورة تقليدية، بل يتناوله تحليلًا ودراسةً وتفصيلًا من خلال مواقفه رضي الله عنه، فتناوله صديقًا وأبًا وحاكمًا، كما عقد مقارنات بين الصدِّيق والفاروق تُظهر تميُّز كلتا الشخصيتين في جوانبها المختلفة.
مؤلف كتاب عبقرية الصديق
عباس محمود العقاد: أديب ومفكر وصحفي وشاعر مصري، ولد في أسوان عام 1889م، حصل على شهادة الابتدائية لكنه كان مولعًا بالقراءة في مختلف المجالات، منحه الرئيس المصري جمال عبد الناصر جائزة الدولة التقديرية في الآداب غير أنه رفض تسلُّمها، كما رفض الدكتوراه الفخرية من جامعة القاهرة.
أضاف إلى المكتبة العربية أكثر من مائة كتاب في مختلف المجالات، فمن مؤلفاته: سلسلة العبقريات والإنسان في القرآن والتفكير فريضة إسلامية، وغيرها الكثير، تُوفِّيَ العقاد في القاهرة عام 1964م.