التركيز التام
التركيز التام
التركيز التام هو ثاني خطوات صنع الوقت، وتقول الشاعرة “ماري أوليفر”: (الانتباه هو عملنا الحقيقي الذي لا ينتهي). فعندما تكون في وضع التركيز التام، يتركز انتباهك على الحاضر مثل شعاع الليزر الموجه نحو هدف، وهكذا يرتفع مستوى تركيزك وتنهمك في أداء المهمة التي بين يديك، ولأن الإلهاء أصبح هو الإعداد الافتراضي الجديد، فلم تعد قوة الإرادة وحدها تكفي لحماية انتباهك من المؤثرات اللا نهائية. ولكن هل تعرف سبب كون تلك المؤثرات اللا نهائية مغرية بشكل لا يقاوم؟ هناك العديد من الأسباب وراء ذلك، منها: شغف التكنولوجيا، وهذا بسبب أن الأشخاص الذين يصنعون تلك المؤثرات المغرية يحبون عملهم، ولا يسعهم الانتظار حتى يجلبوا إلى الحياة شيئًا مستقبليًّا آخر، كما أنهم يعتقدون بصدق أن التكنولوجيا التي يطورونها تحسن العالم.
ومن الأسباب أيضًا: التطور، فتلك المنتجات التكنولوجية تتطور تطورًا مذهلًا من عام إلى آخر، كما أن المنافسة على أشدها بين التطبيقات التي تسعى لإطلاق ميزة تنافس باقي التطبيقات، وكل تطوير هو في حد ذاته مغرٍ للغاية، فهو تجسيد لصراع البقاء للأقوى، وما يجعلنا ندمن تلك المؤثرات اللا نهائية أكثر شيء أنها تستغل الوصلات العصبية الطبيعية في أدمغتنا، ومن ثم فقد تطورنا لنصبح عرضة للإلهاء ظنًّا أن ذلك يحمينا من الخطر، ولأننا نحب التكنولوجيا بالإضافة إلى أن شركات التكنولوجيا تحقق أرباحًا خيالية جراء استخدامنا لها، لذا فهي لن تقدم لك جرعات صغيرة من منتجاتها طوعًا، بل ستقدم فيضًا منها، ونتيجة لذلك نحن لا نحصل على أفضل ما في التكنولوجيا فحسب، لكننا نحصل عليها بكل ما فيها من مزايا وعيوب.
وكلما تقدمت التكنولوجيا، سرقت تلك الأجهزة وقتنا وانتباهنا، ولا تستطيع أن تنتظر من الشركات أن ترد لك انتباهك، بل يجب عليك أن تعيد تصميم علاقتك بالتكنولوجيا، وأفضل وسيلة لهزيمة الإلهاء هي قطع الدائرة التي تحول بينك وبين انتباهك من مشتتات للانتباه مثل: فيس بوك وإنستغرام وتويتر، وعند فعلك لذلك ستحظى بمجموعة جديدة من الإعدادات الافتراضية تجعلك تتحول من الإلهاء إلى التركيز، ومن الغرق في المهام إلى السيطرة عليها، ومن ثم ستصل إلى وضع التركيز التام للحفاظ على وقتك وهدفك.
الفكرة من كتاب اصنع وقتًا أكثر من المتاح.. أن يكون يومك أكثر من 24 ساعة.
مع السرعة وتسارع الوقت والهواتف التي لا تتوقف عن العمل طوال اليوم، تغيرت لغة الناس لدرجة عند سؤالك لأحدهم “كيف حالك؟” لن تتفاجأ إن أجاب عليك “أنا مشغول”، ومع ذلك تتعجب من أنك في نهاية كل يوم تجد نفسك مرهقًا مجهدًا، لا تعرف فيم انقضى يومك، وتتساءل متى ستمتلك الوقت لفعل ما تريد؟ ولذا جاء هذا الكتاب ليوضح لك ولي كيف نخفِّف من سرعتنا وسط حالة العجلة التي نُعايشها، وكيف نصنع الوقت للأشياء المهمة في حياتنا.
مؤلف كتاب اصنع وقتًا أكثر من المتاح.. أن يكون يومك أكثر من 24 ساعة.
جايك ناب : من مواليد عام 1977، وهو كاتب ومطورِّ برمجيات ومصمم أميركي، قضى 10 أعوام في Google وGoogle Ventures حتى أنشأ Design Sprint، وهي عملية تستغرق خمسة أيام وتستخدم مبادئ التفكير التصميمي للمساعدة على طرح المنتجات أو الخدمات في السوق بشكل أسرع، ودرب أكثر من فريق في أماكن مثل Slack وLEGO وIDEO وNASA حول استراتيجة التصميم وإدارة الوقت، كما عمل بالتدريس في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وكلية هارفارد للأعمال حتى صار من أفضل المصممين في العالم.
ومن أبرز أعماله: كتاب sprint وشاركه جون زيراتسكي في تأليفه، وأصبح من أكثر الكتب مبيعًا في جريدة New York Times.
جون زيراتسكي : مؤلف ومصمم أمريكي، درس الصحافة في جامعة ويسكونسن، وتخرج بدرجة بكالوريوس العلوم في كلية UW للإيكولوجيا البشرية، حيث يعمل الآن مستشارًا للعميد وأعضاء هيئة التدريس، وهو شريك في Google Ventures للتصميم، ومؤلف مشارك في كتاب Sprint، وقبل انضمامه إلى Google Ventures كان مديرًا للتصميم في YouTube، وساعد في تطوير عملية التصميم السريع وعمل مع ما يقرب من 200 شركة ناشئة.
ومن أبرز أعماله: كتاب sprint الذي شارك جايك ناب في تأليفه.
معلومات عن المترجمة:
سمر حجازي: مترجمة لدى دار دَوِّن للنشر والتوزيع، ترجمت العديد من الأعمال منها: “استيقظ وعش”، و”دليل الآباء الوحيدين للتربية الإيجابية”.