من هو الصدِّيق؟
من هو الصدِّيق؟
هو عبد الله بن عثمان، ويلتقي نسبه مع النبي صلى الله عليه وسلم عند مُرة بن كعب، وكلا أبويه من بني تميم، وهم قوم اشتهر رجالهم بحسن الخُلق والأدب، وُلد بالسنة الثانية أو الثالثة من عام الفيل، فهو أصغر من النبي صلى الله عليه وسلّم بنحو سنتين، عُرف بألقاب كثيرة: أشهرها أبو بكر والصدِّيق وعتيق، فأما لقب الصدِّيق فقد عُرف به في الجاهلية والإسلام، في الجاهلية لأنه كان يتولى أمر الديات وينوب فيها عن قريش، وفي الإسلام لأنه صدَّق رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث الإسراء، وأما لقب العتيق فقيل لأنه كان جميل الوجه، وقيل لأنه بُشِّر بالعتق من النار.
كان أبو بكر رضي الله عنه وسيمًا، ومتواضعًا وودودًا، وإن كان بطبعه شيء من الحدة، فقد قال في خطبة له بعد مبايعته: “واعلموا أن لي شيطانًا يعتريني فإذا رأيتموني غضبت فاجتنبوني”، ولكنه مع هذا كان سريع التأثر حد البكاء في بعض المواقف، وكان رضي الله عنه يقظ الضمير يرعى حقوق غيره.
لم يكن يشرب الخمر لأنها تذهب الوقار، كما كان يتحاشى ساقط الكلام، فلا يتكلم إلا إذا دعته ضرورة، وكان شجاعًا في الرأي وفي القتال، فلما أسلم أعلن إسلامه على الملأ، وجهر بصلاته ودعائه.
كما كان له عدد من المزايا العقلية، فكان فطنًا لما يقوله النبي صلى الله عليه وسلم بالتلميح دون التصريح، وكان يُقدّر الكلام ويزنه قبل النطق به، ومما يؤثر عنه “إن البلاء موكَّل بالنطق”، كما كان عالمًا بالأنساب وبخاصة أنساب قريش.
الفكرة من كتاب عبقرية الصديق
يتناول العقاد شخصية الصدِّيق أبي بكر رضي الله عنه من زاوية مُختلفة، استكمالًا لسلسلة العبقريات لديه، فالكتاب لا يتناول شخصه وحياته رضي الله عنه بصورة تقليدية، بل يتناوله تحليلًا ودراسةً وتفصيلًا من خلال مواقفه رضي الله عنه، فتناوله صديقًا وأبًا وحاكمًا، كما عقد مقارنات بين الصدِّيق والفاروق تُظهر تميُّز كلتا الشخصيتين في جوانبها المختلفة.
مؤلف كتاب عبقرية الصديق
عباس محمود العقاد: أديب ومفكر وصحفي وشاعر مصري، ولد في أسوان عام 1889م، حصل على شهادة الابتدائية لكنه كان مولعًا بالقراءة في مختلف المجالات، منحه الرئيس المصري جمال عبد الناصر جائزة الدولة التقديرية في الآداب غير أنه رفض تسلُّمها، كما رفض الدكتوراه الفخرية من جامعة القاهرة.
أضاف إلى المكتبة العربية أكثر من مائة كتاب في مختلف المجالات، فمن مؤلفاته: سلسلة العبقريات والإنسان في القرآن والتفكير فريضة إسلامية، وغيرها الكثير، تُوفِّيَ العقاد في القاهرة عام 1964م.