عبقرية ابن خلدون في مختلف العلوم
عبقرية ابن خلدون في مختلف العلوم
بداية من علم اللغة العربية، كان ابن خلدون واحدًا من أهم المجددين في أسلوب الكتابة العربية، لم يأت بجديد ولكنّه أحيى الأسلوب العربي الذهبي، بأسلوبه الواضح المجرد من التكلف، البليغ المُتناسق، على عكس الأسلوب السائد في عصره، الذي كان مليئًا بالسجع والكنايات والاستعارات، وتميّز أيضًا باشتقاق المفردات من أصلها اللغوي، وقد كان لابن خلدون جانب من الشعر .
لم ينس ابن خلدون أن يتحدث عن التربية والتعليم، واستطرد في الحديث عن علم النفس التربوي والتعليمي وتناول جميع علوم المعرفة في عصره حتى فنون السحر، وبذكر طرق الإدراك وصلتها بالجسد وطريقة التعلم السائدة في عصره، والتلقين والتدرج في إلقاء المعلومات، ولم ينس ذكر أساس العلم في هذا العصر وهو شرح المتون،وناشد بأن الشدة الزائدة مضرة بالمتعلمين.
وعندما نتكلم عن رجلٍ يجيد اللغة فعلينا أن نعرف أنه كان لهذا الرجل جانب عظيم في علم الحديث، فكان واسع الاطلاع على كتب الحديث، فقد كان يُدرس موطأ الإمام مالك بن أنس في المعاهد العليا في مصر، وكان كثير الاستشهاد بالأحاديث في كتبه.
كما أنه كان قاضي قضاة المالكية وأستاذ الفقه المالكي بمدرستي القمحية والبرقوقي، فقد كان علمه بالفقه كبيرًا، وقد ذكر في كتاب “التعريف” أنه بذل مجهودًا كبيرًا في تحصيل الفقه المالكي.
وكان ابن خلدون حافظًا ودارسًا لكتاب الله بالتجويد، ودارسًا لكتب التفسير، ورغم عدم ذكره لهذا فقد كتب في الباب السادس في مقدمته عن تفسير القرآن وأنواعه واستفاض في الحديث عنه،كما تكلم أيضًا في فصلين كاملين عن علم التوحيد من حيث نشأته وكتبه وأئمته ومذاهبه ومدارسه، وصفات الله تعالى وما يجوز وما يستحيل في حقه تعالى.
واستكمالًا للحديث عن العلوم الشرعية تحدث ابن خلدون أيضًا في أصول الفقه وذلك في الفصل الخامس عشر من الباب السادس في مقدمته لعلم أصول الفقه، وهنا تناول قواعد الأصول التي تستمد منها الأحكام الشرعية (القرآن – السنة – الإجماع – القياس) وكيفية استنباط الحكم الشرعي والطرق التي على المجتهد أو الفقيه اتباعها لتحصيل الأحكام، وذكر أهم المؤلفات،فلم ينس ابن خلدون التبحر في علوم اللغة والدين وعلوم الفلسفة والمنطق، وعلوم الطبيعة.
الفكرة من كتاب عبدالرحمن بن خلدون حياته وآثاره و مظاهر عبقريته
في رحلة الحياة نتقلب بين حُلوها ومُرها، وقد تغلق علينا أبواب كنا نظن أنها النجاة، فحينها قد يزورنا اليأس ويسلبنا الأمل، ولكن حين تعرف كيف تقلبت الأمور برجلٍ مثل ابن خلدون وما طبيعة البيئة التي خرج منها، وكيف صعدت به الحياة إلى أعلى المناصب، وكيف هوت به في حُطام السجون، ولكنه لم ييأس وتعلم كيف ينهض من جديد حتى أصبح يكتب الكتب ويذكره التاريخ، ولهذا يعلمنا الكاتب في كتابنا هذا كيف نستفيد من عبقريته، كيف نستفيد من رجل زار الكثير من بقاع الأرض.
مؤلف كتاب عبدالرحمن بن خلدون حياته وآثاره و مظاهر عبقريته
علي عبد الواحد وافي، كاتب ورائد من رواد علم الاجتماع العربي، مصري الجنسية ولد في أم درمان بالسودان وعمل مدرسًا لعلم النفس والتربية والاجتماع في الأزهر وجامعة القاهرة والعديد من الجامعات العربية، وتقلد مناصب أكاديمية عدة، منها عميد كلية التربية بالأزهر، وله العديد من المؤلفات منها :
تحقيق المدينة الفاضلة للفارابي.
علم اللغة.
غرائب النظام و غرائب العادات.