الشعور بمرارة الفقد
الشعور بمرارة الفقد
إن الفقد يتمثَّل في ألم خسارة ذاك الشيء الذي وضعت فيه قلبك، وليس ثمة أي إنسان بعيدًا عن ألم الفقد، فهذا شعور يحصل للجميع إن كان بالموت أو الافتراق أو الخسارة أو غيرها، ولكن يمكنك أن تحيا بعد فقد من تحب، ويمكنك أن تتعافى أيضًا وتتجاوز ذلك، ومن الضروري أن تعدَّ العدَّة لوقوع أحداث الخيبة والفقدان، حتى تسيطر على مشاعرك المؤلمة وقتها، ومن هذا المنطلق لا بد أن تقدِّر وجود أحبَّتك، وأن تبذل ما بوسعك في تقديم كل ما لديك لأنهم لن يبقوا بجانبك إلى الأبد.
إن ردود أفعال الناس تختلف إزاء الفقد، المهم معرفتك بأن ما حدث ليس من الضروري أن يكون بوابة للاكتئاب المرضي، إلا في حالة استمرار الوضع أو المعاناة من الهلوسات والأفكار الانتحارية، فحينها ستحتاج إلى استشارة متخصِّص، واعلم أن الحزن ليس حكمًا مؤبدًا، بل يمكنك تجاوزه، والفقد بالتحديد هو جزء من الحياة نعانيه جميعًا، لذا فالأمر ليس شخصيًّا، وحين يتعرَّض أحد الأشخاص الذين تحبُّهم لألم الفقد ساندهم بالاحتضان والاستماع، ودعهم يظهروا حزنهم ويعبروا عنه، وتفقَّدهم باستمرار.
ولا يخفى علينا أن موت من نحب حدث يكسر القلب، حيث سيبكي البعض بمرارة، والبعض الآخر قد يُصاب بالخدر من هول الصدمة، وباختلاف ردود الأفعال فإن الألم هو العامل المشترك.
ومع ذلك فهناك دومًا صباح مشرق وجديد، المهم أن تتعلَّم من تجربتك المؤلمة، فإن كنت عانيت من الفقد رُبما يكون هذا تذكيرًا لك بأهمية علاقاتك الحالية، لذا قل لنفسك: “الحاضر هو الوقت الوحيد المتاح، وعليَّ أن أحيا هذه اللحظة، وأعالج أموري وأمور أحبابي، حتى لا نضيع”.
الفكرة من كتاب حياة حقيقيَّة
إن هذا الكتاب يناشدنا بالأمل وصفاء الذهن، حتى لا نكون مجرد ضحايا في هذه الحياة، لأن مجرد وجودنا منحة ونعمة وهبنا الله إيَّاها، ولهذا يجب أن نحاول التعرُّف على أفضل ما بداخلنا، حتى نستمتع بطاقتنا الداخليَّة ونفيد الآخرين.
مؤلف كتاب حياة حقيقيَّة
فيل كالفن ماكجرو: هو مؤلف وشخصية تلفزيونية أمريكية، وُلد عام 1950، يُعرف أيضًا باسم الدكتور فيل، وقد حاز شهادة الدكتوراه في علم النفس، وأطلق مؤسسة في عام 2003، تُعنى بتمويل المنظمات التي تقدِّم يد العون للعائلات والأطفال المحرومين.
من مؤلفاته: “الحب بذكاء”، و”كيف تُنقذ علاقتك الزوجية من الانهيار”، و”عائلتي أولًا”.