التفاعل الاجتماعي والثقافة
التفاعل الاجتماعي والثقافة
ينشأ التفاعل الاجتماعي بين فردين أو أكثر، يتواصلان للتعاون على تحقيق بعض الاحتياجات المتبادلة أو المشتركة، وينمو عند تبادل تدعيمات لفظية أو فعلية تدلُّ على ارتياح الطرف الآخر للعملية التفاعلية وانخفاض تكلفتها وتشجيعه لاستمرارها، ويتدهور التفاعل كلما شعرت الأطراف بزيادة تكلفته وانخفاض مقدار الإشباع، ويوضِّح مثال تعامل الأسرة مع أطفالها الكثير، فعند تعبير الطفل عن نفسه في تحقيق احتياجات معينة مثل الأكل أو اللعب، تستجيب الأسرة لهذا النداء وتشبعه، ويعد ذلك علامة للطفل على كيفية طلبه للأمر مرة أخرى، وتشجيعًا لاستمراره بالتواصل وإرسال الطلبات.
وكلما زاد التشابه بين الاتجاهات والأطراف تعمَّقت أواصر تفاعلهم، فحدوث هذا النوع من التوافقات المتبادلة رهين إدراك الطرفين مقدار هذا التشابه، وإذا سلك أحد الأفراد طريق التميز الخارج عن أطر جماعته للتعبير عن فرديته الزائدة، يُمارَس عليه قدر كبير من الضغط لإجباره على التكيُّف والتخلِّي عن بعض مظاهر فرديته والتوافق مع الجماعة، وإذا فشلت تلك الممارسات يكون الحل الأخير بالاستبعاد والتهميش.
ولكن ما العلاقة بين الثقافة المجتمعية وعملية التفاعل الاجتماعي أو العمليات الاجتماعية والنفسية للفرد بشكل عام؟
هناك ثلاث إجابات على ذلك السؤال؛ الأولى هي أن العمليات الاجتماعية والنفسية نتيجة للمعطيات الثقافية، والثانية هي أن الثقافة نتيجة وليست سببًا للعمليات، والثالثة تأخذ التوازن بعين الاعتبار، وتزعم أن المعطيات الثقافية هي الوعاء الذي يحمل العمليات الاجتماعية والنفسية، وعليه فإنها إما تغذي وتنمي وتسهل حدوثها وتشكيلها، أو تعوق سيرها، وهذا يفسِّر كيفية عمل القوانين الجديدة على سبيل المثال، إذا كانت متوافقة مع معطيات الجماعة سهَّلوا تطبيقها، وإذا كانت ضدها سيتم تعطيلها.
الفكرة من كتاب علم النفس الاجتماعي
يعد علم النفس الاجتماعي أحد فروع علم النفس المتقاطعة مع علم الاجتماع، وهو ضروري لفهم سلوك الأفراد داخل المواقف الاجتماعية والثقافية بعد دراسة المؤثرات الاجتماعية والنفسية، بهدف تطوير نمط يتوقَّع أفعال الإنسان، سنعرف ما الدوافع والقيم وكيف تتشكَّل، وكيف يكون تأثير الأسرة والمدرسة والمجتمع في الفرد في مرحلة التنشئة، وبعض المفاهيم الاجتماعية المهمة مثل الإدراك والضمير والخوف من الجمهور والمسايرة.
مؤلف كتاب علم النفس الاجتماعي
ويليام و. لامبرت: صحفي أمريكي ولد عام 1920م، وتوفي عام 1998م في فيلادلفيا بالولايات المتحدة الأمريكية.
والاس إ. لامبرت: عالم نفس كندي، ولد في ديسمبر عام 1922م بأمهرست في كندا، وتوفي 2009 في مونتريال بكندا.
معلومات عن المترجمة:
الدكتورة سلوى الُملا: أستاذة علم نفس مُساعدة بجامعة القاهرة وجامعة الكويت، من مؤلفاتها: “التوتر النفسي كمقياس للدافعية”.