المرأة المسلمة مع والديها
المرأة المسلمة مع والديها
إن أبرز ما تتميَّز به المسلمة هو برها بوالديها وإحسانها إليهما، فقد رفع الله ورسوله مرتبة الوالدين إلى مرتبة ما عرفها البشر إلا في هذا الدين؛ إذ جعلها تلي مرتبة الإيمان بالله والعبودية له، وجعل الإحسان إليهما رأس الفضائل بعد الإيمان بالله، ومن هنا كانت الفتاة المسلمة الواعية بهدْي دينها أبرَّ بوالديها من أي فتاة في الوجود، إذ لا يتوقَّف برها بوالديها عند انتقالها إلى عش الزوجية، بل يستمر طوال حياتها، والمُسلمة توازن في بر والديها، بحيث لا يكون بر أحدهما على حساب الآخر، مع وجوب تقديم بر الأم على الأب، وقد تنصرف الفتاة إلى زوجها وذريتها، فتنشغل عن والديها ويقل اهتمامها بهما وإحسانها إليهما، لكن المرأة المسلمة الواعية الراشدة في عصمة من هذه الغفلة؛ فهي مقبلة على والديها، تتفقدَّهما دومًا وتسارع إلى برهما والإحسان إليهما، ابتغاءً لرضاهما ورضا الله، وتختار أمثل الطرق وأرقى الأساليب في مخاطبتهما وتعاملهما بكل احترام وتقدير وتأدُّب، وتحيطهما بكل أسباب الرعاية والتكريم والإجلال، ولا تصدر عنها كلمة تضجُّر أو تأفُّف أو ضيق منهما، مهما كانت الظروف والأحوال، وقد يكون الوالدان أو أحدهما في انحراف عن الحق والصواب، فواجب الفتاة المسلمة البارة في مثل هذه الحالة أن تُحسن التأتِّي إلى أنفسهما، وتسلك معهما مسلك الرفق والتؤدة والتلطُّف والإقناع، وتحاول إقناعهما بالسبل التي تراها مجدية معهما، والمسلمة مطالبة ببر والديها والإحسان إليهما وإن كانا على غير دين الإسلام لكن لا تستجيب لأمرهما بالشرك أو معصية الله، فلا طاعة لأي مخلوق في معصية الله، كما لا ينقطع البر بوفاة الوالدين وإنما يستمر بالدعاء لهما والتصدُّق عنهما، وقضاء دينهما لله أو للناس.
الفكرة من كتاب شخصية المرأة المسلمة كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة
يتحدث المؤلف هنا من منطلق إيمانه بدور المرأة الفاعل وشخصيتها المؤثرة في جميع من حولها، فجمع النصوص الصحيحة من كتاب الله وسنة رسوله ليبين كيف كوَّن الإسلام شخصية المرأة، وكيف بلغت في هذا التكوين الشأن الرفيع الذي لم تبلغه امرأة في التاريخ إلا في ظل هذا الدين.
مؤلف كتاب شخصية المرأة المسلمة كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة
محمد علي هاشمي: وُلد في مدينة حلب بسورية سنة 1925م لأسرة متدينة عريقة، لها نسب مكتوب بآل البيت، حصل على الإجازة في الآداب وعلوم اللغة العربية من كلية الآداب وعلى الإجازة في التربية وأصول التدريس من كلية التربية بجامعة دمشق، ثم حصل على شهادتي الماجستير والدكتوراه من كلية الآداب بجامعة القاهرة، واشتغل بالتدريس حتى بلوغه السنَّ القانونية وانصرف بعدها إلى المطالعة والبحث والتأليف.