المرأة المسلمة مع نفسها
المرأة المسلمة مع نفسها
لقد حضَّ الإسلام المسلمين على أن يكونوا شامة في الناس، متميزين في زيِّهم وهيئاتهم وتصرُّفاتهم وأعمالهم ليكونوا قدوة حسنة، تجعلهم جديرين بحمل رسالتهم العُظمى للناس، وحض المرأة المسلمة بشكل خاص على ذلك، لـيليق شكلها النظيف الحسن المرتب بمحتواها الجليل ويعكس جوهرها النبيل، فأمرها أن تعطي لكلٍّ من جسمها وعقلها وروحها حقه، وحضها على هذا التوازن، فتُعطي جسمها حقه بالاحتفاظ بلياقتها البدنية وصحتها العامة عن طريق الاعتدال في الطعام والشراب، والبعد عن تناول المنبهات، ومزاولة الرياضة، والحرص على نظافة بدنها وثيابها، وبخاصةٍ الفم، فلا يشم أحد منه رائحة مؤذية، والاهتمام بشعرها وإكرامه فهو من أهم مقوِّمات جمالها، والحرص على حسن الهيئة وأناقة المظهر؛ فيرتاح لمرآها زوجها وأولادها ومحارمها وتأنس بها نفوس النساء وتقتدي بها أخواتها وبناتها، ولا يتنافى ذلك مع الزهد والتواضع، كما لا يعني الانجراف إلى التبرُّج والإفراط في الزينة والإسراف والخيلاء والمباهاة الجوفاء، وتُعطي المسلمة عقلها حقه بتثقيفه وتزويده بالمعارف النافعة؛ وهي مكلَّفة كالرجل بطلب العلم الذي ينفعها في دينها ودنياها، وتبدأ بإتقان كتاب الله تلاوةً وتجويدًا وتفسيرًا، ثم علوم الحديث والسيرة وأخبار الصحابيات والتابعيات، ثم ما يلزمها من علوم الفقه لإقامة عباداتها ومعاملاتها، ثم ما يساعدها على القيام بأمور بيتها وزوجها وأولادها وأسرتها فهذا هو اختصاصها الأول في الحياة، وليس في ذلك حجر نبوغها في العلم وإقبالها عليه، ويجب ألا تنقطع عن المطالعة وأن تبتعد عن الخرافات وتحذر الترويج للمخدرات، وتقوي المسلمة روحها وتزكي نفسها بدوام العبادة والذكر واستحضار خشية الله ومراقبته في أعمالها كلها، وتختار الرفقة الصالحة وتحضر المجالس التي يُذكر فيها الله، وتحفظ الأدعية وصيغها المأثورة؛ فتُزوِّد بها روحها.
الفكرة من كتاب شخصية المرأة المسلمة كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة
يتحدث المؤلف هنا من منطلق إيمانه بدور المرأة الفاعل وشخصيتها المؤثرة في جميع من حولها، فجمع النصوص الصحيحة من كتاب الله وسنة رسوله ليبين كيف كوَّن الإسلام شخصية المرأة، وكيف بلغت في هذا التكوين الشأن الرفيع الذي لم تبلغه امرأة في التاريخ إلا في ظل هذا الدين.
مؤلف كتاب شخصية المرأة المسلمة كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة
محمد علي هاشمي: وُلد في مدينة حلب بسورية سنة 1925م لأسرة متدينة عريقة، لها نسب مكتوب بآل البيت، حصل على الإجازة في الآداب وعلوم اللغة العربية من كلية الآداب وعلى الإجازة في التربية وأصول التدريس من كلية التربية بجامعة دمشق، ثم حصل على شهادتي الماجستير والدكتوراه من كلية الآداب بجامعة القاهرة، واشتغل بالتدريس حتى بلوغه السنَّ القانونية وانصرف بعدها إلى المطالعة والبحث والتأليف.