الآخرون وأنت
الآخرون وأنت
هل فكرت وأنت تسير في الطريق مرةً أن تبتسم في وجه غريب لا تعرفه، حتى لو كانت المرة الأولى التي تراه فيها والأخيرة، لا أعلم ما إجابتك، لكن ما أعلمه أنه ربما عليك أن تجرب أن تبتسم إلى طفل غريب عنك أو شاب أو عجوز حين تراه، الفكرة في حد ذاتها مُبهجة، أن تُدخل سعادة بلا مقابل على غيرك وبفعل بسيط يجعلك عطوفًا وأكثر رقة.
وهناك صور أخرى كثيرة لإدخال السعادة على غيرك بلا مقابل، مثل الامتنان لهم وشكرهم على ما قدموا لك ولو كان بسيطًا، هذه الأفعال ليست بسيطة، ستحتاج منك إلى ممارستها حتى تعتادها وتصبح عادة حياتية حسنة، فكر في أشخاص في حياتك تريد شُكرهم، وأرسل إليهم رسالة امتنان أو مكالمة هاتفية تعبر لهم عن ذلك، أو أهد إليهم هدية بسيطة لتقول فقط أشكرك على ما فعلته من أجلي، ولا تنس أن تشكر الله على ما منحك من عطايا كثيرة، ولا تنس شُكر زوجتك ووالدتك ووالدك وصديقك وأبنائك ومدير عملك والسائق الذي يوصلك، الشكر صفة حميدة تجعلك ترى الخير في الناس من حولك وتمنحك السلام والسكينة.
وإذا أردت أن تحافظ على هذا السلام الداخلي، عليك أيضًا أن تتحلى برؤية البراءة في غيرك، إذا أخطأ في حقك أو ضايقك تصرف منه، لا تتسرع وتحكم عليه بالشر أو الخطأ ربما كان في حالة ما جعلت خطأه هذا رد فعل مندفع، تعلم أن تعذر غيرك وتفهم غيرك قدر المستطاع، أي حاول أن تتواصل بشكل مثمر مع الآخرين عن طريق تفهم أمور حياتهم وما وراء سلوكياتهم، كي تتجنب أن تقع في سوء ظن بهم أو حتى تلتمس العُذر لهم، فكما قال الكاتب “إن السعي للفهم أولًا لا يُقصد به تحديد من على خطأ ومن على صواب، وإنما هو فلسفة للتواصل الفعال، وعندما تمارس هذه الطريقة فستشعر بأن من تتحاور معهم يشعرون بأن هناك من يستمع إليهم ويفهمهم، وهذا سوف يتحول إلى علاقة أفضل تتصف بحب أكثر”.
الفكرة من كتاب لا تهتم بصغائر الأمور فكل الأمور صغائر
الحياة مليئة بالكثير والكثير كي نعيشه، ونجربه، ونتمتع به، وأيضًا نغضب ونحزن لأجله، لذا اختر ما يستحق ذلك منك، وتعامل مع الأمور بحجمها لا تُضَخِّم صغيرًا ولا تَستصغِر كبيرًا، وكما يُقال إذا وُجب عليكَ القتال فاختر ما يستحق أن تُقاتل لأجله، فلا تستنفد طاقتك في كل معركة، وكلما نظرت إلى مرآة الحياة حاول أن تكون أنت لا أن تكون نسخة مكررة، ولا بأس ببعض الخيال لكن لا تحول حياتك من واقع إلى حلم يقظة تستمتع به فقط في خيالك غير مُحقق أي إنجاز.
ولا تنس أن السعادة لا تدوم للأبد، ولا الحزن أيضًا، حارب كل شعور سلبي يقعدك عن العمل، واستمر لأن دوام الحال من المحال، لذا تعالَ معنا اليوم في رحلة مع كتابنا كي تتعرف الكثير من صغائر الأمور التي نخوضها يوميًّا في حياتنا كي تتجنبها، ولا تستهلك نفسك لأجلها، ولكي تسعد بالقليل حتى يصبح كثيرًا.
مؤلف كتاب لا تهتم بصغائر الأمور فكل الأمور صغائر
ريتشارد كارلسون: متحدث تحفيزي وعالم نفس وكاتب أمريكي، ولد في بيدمونت في الولايات المتحدة، وله مؤلفات عديدة أخرى منها: Don’t Worry, Make Money،
You Can Feel Good Again: Common-Sense Therapy for Releasing Depression and Changing Your Life.