ثقافة بديلة.. مصر مستعمرة بريطانية
ثقافة بديلة.. مصر مستعمرة بريطانية
كانت مصر من أهم مناطق نفوذ الإمبراطورية، بل وأصبحت مركز الاهتمام البريطاني بعد ما جربت إنجلترا خطورة أن تكون في يد أعدائها، فعندما كانت مصر تحت الاحتلال الفرنسي، تقطعت أوصال الإمبراطورية البريطانية وأصبحت الهند منعزلة تمامًا، ما رسخ في الأذهان ضرورة الوجود العسكري الكثيف في مصر، وجلب الجيش البريطاني الرياضة معه ونُظمت مباريات غير رسمية بين الأفواج، وسرعان ما ذاعت شعبية كرة القدم بين المصريين، بشكل مقصود من البريطانيين في الغالب، وبالطبع لم تتخلف كتيبة “المهندسين الملكيين” عن هذه المهمة، وكانت لا تزال محتفظة بقوتها ومهارتها في كرة القدم، ثم تم تنظيم البطولات الرياضية، من بينها “كأس السلطان حسين” الذي لُعب في أثناء الحرب العالمية الأولى، وأيضًا كعادة أي احتلال عَمدت بريطانيا إلى إنشاء ثقافة مصرية متسامحة مع الوجود الغربي، بل وتعينه وتضمن تطبيق سياساته في إدارة البلاد، من خلال إنشاء مدارس على النظام البريطاني، يتخرج طلابها مُتشربين لتلك الثقافة، ولا يرون حرجًا في خدمة مصالح إنجلترا.
لم تدخر بريطانيا أي جهد في استغلال الموارد المصرية، وتم تطوير البنى التحتية وإنشاء خطوط السكك الحديدية لمضاعفة الإنتاج وتسهيل السيطرة على كامل الأراضي، وعلى خلفية هذه الإنشاءات تمت الاستعانة بمهندسين وعمال بريطانيين وإحضارهم إلى مصر، ومن بينهم عمال السكك الحديدية الذين قاموا بإنشاء نادي “السكة الحديد”، الذي ما زال يلعب في الدوري تحت نفس الاسم حتى اليوم، وانتشرت الأندية الاجتماعية الخاصة بالبريطانيين فقط، ولم يسمح حتى للنخبة المصرية بالانضمام لها.
الفكرة من كتاب الإمبريالية والهوية الثقافية وكرة القدم: كيف أنشأت الإمبراطورية البريطانية الرياضة الوطنية المصرية
نشأت كرة القدم في البداية وسيلة للحفاظ على اللياقة البدنية والمساعدة على الانخراط وسط الفريق واللعب الجماعي، كانت هذه الأفكار نابعة من حركة “المسيحية القوية” التي سيطرت على الكنائس والأوساط التعليمية داخل إنجلترا في بداية القرن التاسع عشر، أصبحت كرة القدم بعدها رمزًا بريطانيًّا ووسيلة لنشر ثقافتها، يشرح الكاتب كيف تأثر السكان الأصليون بهذه الرياضة تحت الاستعمار البريطاني، وكيف اتخذت أبعادًا أخرى سياسية بعد ذلك.
مؤلف كتاب الإمبريالية والهوية الثقافية وكرة القدم: كيف أنشأت الإمبراطورية البريطانية الرياضة الوطنية المصرية
كريستوفر فيرارو: باحث بقسم التاريخ في كلية الآداب جامعة سانت جون في نيويورك، حصل على الدكتوراه في هذه الأطروحة تحت إشراف الأستاذ الدكتور مايرسيو بوريرو، المتخصص في التاريخ الاجتماعي الرياضي، وقد استعان أيضًا بالدكتور كونراد تيششير المتخصص في التاريخ الإفريقي، وبالدكتورة نيرنا ريستمجي الباحثة في شؤون الشرق الأوسط ليخرج لنا هذا الكتاب.
عن المترجم:
وليد رشاد زكي: أستاذ مساعد في علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية.
له العديد من المؤلفات، منها:
المواطنة والتمكين في العصر الرقمي.
رأس المال الاجتماعي عبر المجتمع الافتراضي: مقومات البناء ومعوقات الإهدار.