تنمية القدرات الخفية
تنمية القدرات الخفية
نُولَد بطاقات معينة وقدرات مختلفة قابلة للنمو والزيادة، والعمل عليها حتى تصبح ذكاء كما يسمونه أو إبداعًا نوعيًّا أو قدرة فائقة أو أيًّا كانت التسمية، وفي الحقيقة إذا تم العمل على هذا منذ الصغر مع أطفالنا، فإن ذلك يساعدهم مستقبلًا على التفكير بإبداع وإمكانية حل المشكلات بفاعلية، وعلى التحليل المنظم وغير ذلك من المهارات التي يحتاج إليها من يريد أن يحقق أهدافًا معينة في حياته.
هل يعني هذا بأن الفرصة قد ضاعت على من نشأ بغير تنمية لمهاراته وقدراته العقلية ولم تُتَح له الفرصة لاكتشاف إبداعاته؟
بالطبع لا، لأن هنالك طرقًا تساعد على استخراج هذه القدرة المكنونة وتحفيزها لأن تخرج ومن ثم تصبح شيئًا تلقائيًّا يُنجِدك وقت الأزمات يخرج وحده ليمدك بأفضل الاقتراحات والحلول، بل ويمدك بالطاقة والصبر اللازمين للعمل على ذلك، أنت ستعرفها وحدك فتلك الطاقة تتمتع بالعفوية لأنك فجأة ودون سابق إنذار تجد الحل واضحًا صريحًا مفصلًا يلمع في ذهنك حتى إنك لتقول: كيف لم أفكر فيه من قبل؟! تذكرتها أليس كذلك!
هذا بالضبط مانتحدث عنه، وإليك بعض الوسائل التي تحفز وتزيد من تلك القدرة، فمن ذلك الخلوة، حاول أن تخصص لك وقتًا تختلي فيه بنفسك تجلس تتأمل لمدة لا تقل عن نصف ساعة مع الزيادة، اختر مكانًا هادئًا لا تنشغل فيه بشيء ويمكنك أن تجمع مع هذه الجلسة التأمل وبخاصة في الطبيعة، قد تبدو لك الاقتراحات سهلة بمجرد قراءتها إلا أنها عند التطبيق صعبة عند معظم الناس، من يستطيع أن يقتطع اليوم جزءًا من وقته وينسحب من انشغالات الحياة ليعطي نفسه فرصة للاسترخاء والهدوء! هذا مما يُحسد عليه لكنه في النهاية شخص عاقل بالطبع.
جلسات العصف الذهني الجماعي والعصف الذهني الفردي أيضًا مما يحفز العقل على التفكير بإبداع، ومهما كانت الأفكار التي ستخرج بها من هذه الجلسات سخيفة إلا أن كل فكرة تستحق التدوين وربما تحتاج إليها لاحقًا.
هناك قسم آخر من الناس لا ينتبه لمثل هذه القدرات أصلًا فيضيع على نفسه فرصًا كثيرة، أنت نفسك كم مرة خطرت لك فكرة رائعة مميزة لكنك اكتفيت بابتسامة لطيفة وسرحت بخيالك معها وانتهى الأمر! لم تكلف نفسك حتى عناء تدوينها على ورقة، صدقني معظم الأفكار العظيمة بدأت من خواطر مسطرة على الورق عندما حان وقتها تحررت من أحبارها وبدأت تكون نفسها على أرض الواقع!
الفكرة من كتاب فن التفوق والنجاح
خُلق الإنسان مريدًا وراغبًا وساعيًا، إلى الخير أو الشر لا يهم هذا الآن، المهم أن تفهم أن في أصل تكوينك إرادة ورغبة.. تريد الطعام، تريد الشراب، تريد النوم، تريد الراحة، تريد اللعب، تريد مالًا، تريد زوجة وأبناء.. وهكذا، لذا لا تصدق من يقول لك أنا لا أريد أن أفعل شيئًا ولا أحقق شيئًا، لأنه في حقيقة حياته يفعل ذلك، اختلاف مسميات فقط، تلك احتياجات تنطلق من إرادات تتبعها أفعال، والنجاحات الأخرى الُمتعارف عليها من نجاح دراسي أو نجاح مادي أيضًا تنطلق من إرادات وتتبعها أفعال، لذا تجد فصولًا في الكتب التي تتحدث عن النجاح وتحقيق الأهداف تحت مسمى النجاح في اكتساب العلاقات، والنجاح مع الأسرة أو الزوجة والأبناء وهكذا، لذا فالمفهوم واسع.. إرادة وحركة، أما النتائج فذلك موضوع آخر لا يحب الكثير منا التطرق إليه، لأنه يشمل احتمالات والاحتمالات لا يحبذها الكثير، أم أقول لك إننا نسعى نحو الكمال الإنساني! تعال نتجول معًا بين ثنايا هذا الكتاب البسيط لنفهم أكثر.
مؤلف كتاب فن التفوق والنجاح
أحمد البراء الأميري، وُلدَ في 7 أغسطس 1944 في لبنان، وفي عام 1967 حصل على ليسانس الآداب في اللغة الإنجليزية من جامعة دمشق وليسانس الشريعة عام 1972، كما حصل على ماجستير الدراسات الإسلامية من جامعة الإمام محمد بن سعود عام 1982.
درّسَ اللغة الإنجليزية في سوريا والسعودية، وعمل في الترجمة لمدة ثلاث سنوات، كما درّسَ اللغة العربية لغير الناطقين بها لمدة عشر سنوات، ويُدرِّس الثقافة الإسلامية بجامعة الملك سعود، وأما عن التأليف فقد نُشرت العديد من مقالاته وقصصه المترجمة وقصائده في المجلات والصحف العربية مثل: الفيصل والمجلة العربية والمسلمون والبلاغ والمجتمع وأهلًا وسهلًا، كما شارك في عدد من المؤتمرات الأدبية والإسلامية، ومن مؤلفاته:
اللياقات الست: دروس في فن الحياة.
أيها الأصدقاء تعالوا نختلف.
أريد أن أعيش أكثر من حياة.