افهم لتطمئن
افهم لتطمئن
كثيرًا ما نبذل جهدنا في سبيل تحقيق أهدافنا في هذه الحياة، ونأمل فقط أن يخبرنا أحدهم هل نسير على الطريق الصحيح، وما المعيار الذي أقيس به مدى نجاحي أو إخفاقي؟
في الحقيقة يعطينا الكاتب هنا بعض ملامح النجاح في الحياة والعلامات التي تخبرنا بذلك، فيذكر منها مثلًا: الشعور بالسكينة والطمأنينة وهدوء البال، نعم عزيزي القارئ السكينة والراحة النفسية ليست شيئًا بعيد المنال ولا نتيجة تنتظرك هناك في الجنة فقط، فعلى الرغم من الكدر الذي يلف هذه الحياة فهناك نعيم نفسي ستذوقه في حالة إصابة خطاك طريق النجاح، ليس ذلك فحسب بل الراحة الجسدية أيضًا من النعيم الذي ستذوقه، والنتيجة التي ستبلغها تبعًا لرياضة منتظمة وطعام صحي، أيضًا حصول الاكتفاء المالي الذي يشغل الكثير من الناس في هذه الحياة علامة من علامات النجاح، أيضًا إنجاز مايطلب منك إنجازه من أهم ما يقودك ليس إلى نجاح واحد بل إلى نجاحات متتالية لا تنتهي.
مالمشكلة إذًا، مادام الطريق واضحًا إلى هذه الدرجة؟!
المشكلة تكمن في جهل الناس بسنن الحياة وسنن الأنفس، فسنن الحياة تقتضي أن لكل أمر تريده سببًا يتصل به عليك أن تطلبه وتبذله، وأما عن سنن الأنفس أو قل قوانينها بتعبير الكاتب فنذكر منها: قانون الضبط والتحكم، الذي يعني أن نمتلك نحن زمام أمورنا، أن نحرك أنفسنا لا أن تحركنا هي ولا نسمح لأحد بأن يحركنا ولا لأحداث الحياة بأن تتلاعب بنا، ولكن نأخذ بالأسباب ونعمل ونخطط ونجتهد مع فهمنا وإيماننا بتقدير الله لنا في النهاية، نعم من جد وجد ومن زرع حصد لكن ليس فقط أن تحصد غايتك النهائية لأنك وإن لم تبلغ تلك الغاية ستحصد بلا شك في طريقك إليها الكثير والكثير مما لا تتوقعه.
من القوانين الهامة أيضًا ونحتاج إلى تصوره وتطبيقه خصوصًا في أيامنا هذه، قانون الإزاحة، ففي زمان كثرت فيه المدخلات إلى عقولنا وأجسادنا نحن بحاجة أولًا إلى أن نختار ونحدد مانريده حقًّا لكي يزاحم ما يدخل إلينا من أفكار هي في غالب الأوقات محبطة أو سلبية، لأن الأفكار في نهاية الأمر تصنع التصورات والتصورات تنتج أفعالًا وهي ما يهمنا بالطبع، يبقى هنالك قانون هام يستحق الذكر ألا وهو قانون الاسترخاء، أعتقد أنها مهارة لا يجيدها الكثير منا، مهارة أن تفكر وتخطط وتعمل بهدوء وتصبر في سبيل تحقيق ما تطمح إليه، أمر صعب ويحتاج إلى مجاهدة لكنه ليس مستحيلًا على أية حال.
الفكرة من كتاب فن التفوق والنجاح
خُلق الإنسان مريدًا وراغبًا وساعيًا، إلى الخير أو الشر لا يهم هذا الآن، المهم أن تفهم أن في أصل تكوينك إرادة ورغبة.. تريد الطعام، تريد الشراب، تريد النوم، تريد الراحة، تريد اللعب، تريد مالًا، تريد زوجة وأبناء.. وهكذا، لذا لا تصدق من يقول لك أنا لا أريد أن أفعل شيئًا ولا أحقق شيئًا، لأنه في حقيقة حياته يفعل ذلك، اختلاف مسميات فقط، تلك احتياجات تنطلق من إرادات تتبعها أفعال، والنجاحات الأخرى الُمتعارف عليها من نجاح دراسي أو نجاح مادي أيضًا تنطلق من إرادات وتتبعها أفعال، لذا تجد فصولًا في الكتب التي تتحدث عن النجاح وتحقيق الأهداف تحت مسمى النجاح في اكتساب العلاقات، والنجاح مع الأسرة أو الزوجة والأبناء وهكذا، لذا فالمفهوم واسع.. إرادة وحركة، أما النتائج فذلك موضوع آخر لا يحب الكثير منا التطرق إليه، لأنه يشمل احتمالات والاحتمالات لا يحبذها الكثير، أم أقول لك إننا نسعى نحو الكمال الإنساني! تعال نتجول معًا بين ثنايا هذا الكتاب البسيط لنفهم أكثر.
مؤلف كتاب فن التفوق والنجاح
أحمد البراء الأميري، وُلدَ في 7 أغسطس 1944 في لبنان، وفي عام 1967 حصل على ليسانس الآداب في اللغة الإنجليزية من جامعة دمشق وليسانس الشريعة عام 1972، كما حصل على ماجستير الدراسات الإسلامية من جامعة الإمام محمد بن سعود عام 1982.
درّسَ اللغة الإنجليزية في سوريا والسعودية، وعمل في الترجمة لمدة ثلاث سنوات، كما درّسَ اللغة العربية لغير الناطقين بها لمدة عشر سنوات، ويُدرِّس الثقافة الإسلامية بجامعة الملك سعود، وأما عن التأليف فقد نُشرت العديد من مقالاته وقصصه المترجمة وقصائده في المجلات والصحف العربية مثل: الفيصل والمجلة العربية والمسلمون والبلاغ والمجتمع وأهلًا وسهلًا، كما شارك في عدد من المؤتمرات الأدبية والإسلامية، ومن مؤلفاته:
اللياقات الست: دروس في فن الحياة.
أيها الأصدقاء تعالوا نختلف.
أريد أن أعيش أكثر من حياة.