تاريخ الجامع الطولوني
تاريخ الجامع الطولوني
بنى الأمير أحمد بن طولون الجامع على جبل يشكر جنوب القاهرة، وهو أقدم مسجد في مصر، وكذلك أقدم آثار مصر العربية بعد مقياس النيل، والشوارع التي تحيط بالمسجد من جهاته الأربع هي طولون والزيادة وبئر الوطاويط والخضيري، وعُرِفت هذه الناحية بخط المغاربة.
يرجع سبب بناء الجامع إلى أن أهل مصر اشتكوا إلى أحمد بن طولون عدم اتساع جامع العسكر للمصلين، فقرر بناء جامع على جبل يشكر بعد أن اقترح عليه بعض الصالحين بناءه عليه وأخبروه فضائله، وقد قيل إنه جبل مبارك والدعاء فيه مستجاب، وقيل أيضًا إن الله تعالى كلَّم موسى عليه، أما الأقوال في سبب تسميته فكانت أنها نسبة إلى يشكر بن جزيلة وهو رجل من قبيلة لَخْم العربية، وقيل إنه كان رجلًا صالحًا.
بدأ بناء الجامع في سنة ٢٦٣ هـ، وتم الانتهاء من بنائه سنة ٢٦٥ هـ، وهذا التاريخ مكتوب بالخط الكوفي البسيط على لوحٍ من الرخام، وقام ببنائه مهندسٌ ماهر لم يسجل المؤرخون اسمه، واختُلِف في ما إذا كان بيزنطيًّا أو قِبْطِيًّا، ولكن يُرَجَّحُ أنه كان عراقيًّا لأنه تم بناء المسجد على غرار جامع سامراء.
يقع الجامع على مساحة ستة أفدنة ونِصف، وشكله مربع تقريبًا، يأخذ منه المسجد مع الجدران مساحة على شكل مستطيل، يتكوَّن من صحن مفتوح، ويوجد في الجوانب الأربعة أروقة، منها خمسة في الجزء الأمامي للجامع، واثنان في الجزء الخلفي وجانِبَيه، وحولهما ثلاثة أروقة خارجية تسمى الزيادات.
تحيط بالأروقة الثلاثة الخارجية أسوار أقل من جدران المسجد في الارتفاع، وأعلاها شرفات، وبها أبواب بسيطة، يواجه كل واحد منها بابًا من أبواب المسجد، ومجموع الأبواب ثلاثة وثلاثون بابًا، منها اثنا عشر بابًا بالأسوار، والباقي بجدران المسجد.
الفكرة من كتاب تاريخ ووصف الجامع الطولوني
نتعرف في هذا الكتاب على الأمير أحمد بن طولون وأعماله، ونعرض أيضًا تاريخ الجامع الذي بناه فظل موجودًا إلى الآن كواحد من أقدم الآثار العربية في مصر، كما نَصِف الجامع أيضًا من الداخل والخارج، هيا بنا لنأخذ جولة في جامع ابن طولون..
مؤلف كتاب تاريخ ووصف الجامع الطولوني
محمود عكوش: مؤرخ مصري، وخبير في الآثار، ولد عام ١٨٨٥م، التحق بمدرسة الأنجال التي قام بتأسيسها الخديوي توفيق لأبنائه، وبعد إتمام دراسته عمل سكرتيرًا في لجنة حفظ الآثار العربية، كما قام بالتدريس في المعهد العلمي الفرنسي للآثار الشرقية بالقاهرة، وقدَّم له المعهد الوسام الأكاديمي، وقد عُرِف بسعة علمه بالآثار العربية والتاريخ الإسلامي، كما أنه قد أتقن اللغتين الإنجليزية والفرنسية، وتوفي عام ١٩٤٤م، وسُمِّي باسمه شارع بالقاهرة في مدينة نصر.
من أعماله: “المسجد الأعظم بالمدينة”، و”مصر في عهد الإسلام”.
من الأعمال التي قام بترجمتها: “حفريات الفسطاط”، و”سلسلة تاريخية للآثار العربية”.