القواعد
القواعد
تحكم مجموعة من القواعد الممارسات الرياضية، لن يتم اللعب إلا بالموافقة عليها، فهي تحدِّد الهدف من اللعبة وطريقة الفوز، وأيضًا تحدد بعض الإجراءات الواجب اتخاذها في حالات تحدث أثناء الممارسة، وتكون جهة التنظيم هي المسؤولة عن وضعها، لخلق جو من المنافسة الممكنة بين الأطراف، وأحيانًا يتم تغيير بعض القوانين أو تعديلها بهدف الحصول على قدر أكبر من الإشباع من خلال سلوك اللاعبين أو المسؤولين.
يرى البعض أن جوهر القواعد يعبِّر عن المخاصمة الشديدة للحظ أو القدر، عبر محاولة استبعاد أي محاولة للعشوائية أو لحدوث أمر طارئ يؤثر في مجرى اللعب، فكل حالة مهما بلغ حجمها لها قاعدة توضح السلوك الذي يجب اتباعه عند حدوثها، ولكن في الرياضات الجماهيرية ككرة القدم نرى بوضوح كيف أن للحظ أحيانًا الدور الأكبر في حسم مجريات اللقاء، ويتم تقليل أثره عبر ضمان تعرُّض كلا الفريقين لنفس الظروف لمدة كافية لانعكاس العوامل، وتبديل الأطراف بين الشوطين مثال واضح على ذلك.
وحتى بعد فشل حسم اللقاء تلجأ بعض الألعاب إلى وسيلة لتقليل عدد الاحتمالات أكثر، كالانتقال إلى ضربات الجزاء بحيث يصبح الاحتمالان الحاكمان إما التسجيل وإما الإضاعة، وهناك أيضًا قواعد غير معلنة بين الجماهير أو اللاعبين، وهي غير ملزِمة ولكن تلقى استحسانًا كبيرًا، كعدم إضاعة الوقت بصورة قانونية حتى أو اللجوء إلى الخداع، وهدفها حماية اللعبة من صور الغش التي لا يمكن حصرها في نطاق قانوني.
نظرًا إلى مكانة القواعد، فهي تحظى بدعم واهتمام كبيرين وصياغة مستمرة لتحسينها، وينظر إليها على أنها السياج الذي يحافظ على جوهر الرياضة ويميِّزها عن غيرها، ولذلك فأي محاولة للخداع أو التحايل على القواعد فإن ردًّا قويًّا عليها يأتي من الجهات التنظيمية المسؤولة.
الفكرة من كتاب فلسفة الرياضة
لو اخترنا النشاط الأبرز والأكثر تأثيرًا في آخر قرنين لكانت الرياضة وبلا أدنى تردُّد، فهي متربِّعة على عرش الممارسات الإنسانية، وتتجاوز الرياضات الحديثة حدود اللهو واللعب العاديين إلى اتخاذها أشكالًا أكثر تنظيمًا وتركيبًا بحيث تخدم أهدافًا اقتصادية وجماهيرية أعرض، ولا تزال التطوُّرات والتعديلات تلقي بظلالها على نوعيها الفردي والجماعي بهدف جعلها أكثر إشباعًا لحاجات الجمهور، فما السبب في تلك الحفاوة الكبيرة، أي ما جوهر الرياضة؟ وما الذي تشترك فيه أنواعها المختلفة؟ وهل لاختلاف أدواتها وقواعدها أسباب فلسفية ما؟
مؤلف كتاب فلسفة الرياضة
ستفين كونور: أستاذ اللغة الإنجليزية بجامعة كامبريدج، أدار سابقًا مركز كونسورتيوم للأبحاث في الآداب والعلوم الاجتماعية والإنسانية، وشغل منصب أستاذ الأدب الحديث بكلية بيركبك بجامعة لندن، ويهتم بدراسة التاريخ من جانبه الثقافي المرتبط باللغة والفلسفة، من أهم مؤلفاته: “مادة الهواء: علم وفن ما هو أثيري”، و”الحشرة”، و”كتاب الجلد”.
معلومات عن المترجم:
طارق راشد عليان: باحث ومعد برامج في شبكة قنوات أبوظبي، عمل محررًا ومترجمًا في مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، حصل على جائزة الترجمة للشباب في دورتها الثالثة لعام 2015م ، ينشر أعماله في العديد من المجلات مثل: “العربية” و“الثقافة العالمية”.
من أهم أعماله: “التعليم العالي في عصر الإنترنت”، و“عندما يسقط العمالقة”.