كيف تعالج نفسك من الوسواس القهري دون معالج؟
كيف تعالج نفسك من الوسواس القهري دون معالج؟
يكون ذلك عن طريق اتباع طريقة الخطوات الأربع، والقاعدة الأساسية هي عندما تفهم الأفكار والأفعال القهرية تستطيع أن تتعلم كيفية السيطرة على مخاوفك وقلقك الناتج، وبالتالي تستطيع التحكم في سلوكياتك بطريقة فعالة أكثر، ويفضَّل في بداية العلاج أن تقوم بهذه الخطوات وبخاصةٍ أول ثلاث منها يوميًّا وبنفسك، والخطوة الأولى هي إعادة التسمية، وهي أن تعمل جاهدًا للحصول على فهم عميق بأن المشاعر المؤلمة عبارة عن شعور وسواسي أو دافع قهري، وهدف الخطوة الأولى هو أن تتعلم إعادة تسمية الأفكار والدوافع المتحكمة في عقلك إلى أصلها وهي وساوس وأفعال قهرية، وأن تفعل هذا بإصرار وأنت مدرك ومتفهم أن هذا الشعور ما هو إلا إنذار كاذب لا علاقة له بالواقع، ومرِّن نفسك على قول: “أنا لديَّ وسواس أن يدي قذرة”، بدلًا من “أنا أعتقد أن يدي قذرة”.
الخطوة الثانية هي: إعادة نسبة الأمر وربطه، والهدف منها هو أن تعزي قوة الأفكار الوسواسية إلى أسبابها الحقيقية، وتعلم بأنها خالية من أي معنى، وأنها مجرد رسائل زائفة من الدماغ، ويمكن اختصار ذلك في جملة واحدة، وهي: “إنه ليس أنا.. ولكنه مرض الوسواس القهري”، ومفتاح هذه الخطوة يكمن في أن تعي أن تلك الأفكار المزعجة تحدث نتيجة لحالة طبية تكمن في كيمياء الدماغ، والخطوة الثالثة هي إعادة التركيز، وذلك عن طريق تركيز انتباهك إلى السلوك القهري الذي تفعله، وتبدأ برفض فكرة أن الأفكار الوسواسية حقائق ثابتة، وأخبر نفسك بأنك تعاني من أعراض الوسواس القهري، وهدف هذه الخطوة هي أن توقف الاستجابة لأعراض المرض.
الخطوة الرابعة والأخيرة هي إعادة التقييم، وهي مبينة على الالتزام بالخطوات التي تسبقها، وأن تستخدم معلوماتك عن الوسواس لتعرف أنه مشكلة طبية بسبب اضطراب في كيمياء الدماغ، ويساعدك هذا على معرفة المشاعر الزائفة، ثم ترفض أن تأخذ الوسواس والإلحاحات كأمر واقع لتتجنَّب القيام بالفعل القهري، وتعيد تركيز انتباهك على سلوك بنَّاء، وسيكون نتيجة ذلك هو إعادة تقييم هذه الأفكار، وبالتالي تصبح قادرًا على أن تقلِّل من قيمة وأهمية تلك الوساوس، ويجب أن تستخدم طريقة إعادة التقييم التي تسمى “توقُّع وتقبُّل”، فالتوقع يعني أن تكون جاهزًا ومستعدًّا ولا تتفاجأ بما تفعله، والتقبل يعني ألا تبدَّد الطاقة بقهر نفسك، ومهما كان محتوى وسواسك ارفض أن يفاجئك أو أن يهزمك، وتذكَّر أنك لا تستطيع جعل الأفكار تختفي، بل تستطيع أن تتعلم أن تتقدم إلى سلوك آخر.
الفكرة من كتاب الرجل الذي لم يستطع التوقُّف.. دليلك النفسي للتعامل مع الوسواس القهري
الوسواس القهري هو أحد الأمراض النفسية التي يعانيها الكثيرون، بل ويفقدون الأمل في الشفاء منه، لأنه يأتي على هيئة أفعال لا إرادية يصعب على الشخص الفرار منها، بل ويخيَّل إلى المريض به أن هناك أصواتًا تدور داخل عقله تعذبه إن لم يفعل كل شيء كما يخبره وسواسه، أو يرى أن دماغه ونفسه ينقلبان ضده ليصبح في النهاية بعيدًا عن نفسه، وغريبًا عن أقرب الناس إليه.
ولذا صديقي مريض الوسواس سيكون هذا الكتاب هو دليلك للقضاء على الوسواس، وقهر الشخص المتنمِّر الموجود بداخل رأسك مخبرًا إياك بألَّا تتوقَّف، كما سيجعلك هذا الكتاب تفهم أفكارك الوسواسية، وتعرف منشأها، وكيف تتعامل معها، وتكون أنت المعالج السلوكي لذاتك لتتحرَّر من قيد الوسواس القهري، وتنعم بحياة طبيعية لا يعكِّر صفوها شيء.
مؤلف كتاب الرجل الذي لم يستطع التوقُّف.. دليلك النفسي للتعامل مع الوسواس القهري
منال الدغار: طبيبة وكاتبة مصرية، وهي استشاري أمراض المخ والأعصاب والطب النفسي وعلاج الإدمان، حصلت على الدكتوراه في الصحة النفسية، ودراسات عليا في الطب النفسي الجنسي والعلاقات الزوجية، كما قامت بكتابة العديد من المقالات عن تبسيط الطب النفسي في عدد من الجرائد مثل الأهرام والشروق، وهي عضو نشط في العديد من الجمعيات الخيرية اللاحكومية، وسفيرة للنوايا الحسنة بقطاع التعليم بالأمم المتحدة، ولها مساهمات عديدة في التوعية النفسية والمجتمعية.
من أبرز أعمالها:
زوجات خائنات.
الحب منك وإليك.
طيور لن تهاجر ثانيةً.
مدينة الأحلام الملعونة.