تصحيح الأفكار المغلوطة
تصحيح الأفكار المغلوطة
يتم تصحيح الأفكار المغلوطة عن طريق إعادة البناء المعرفي، وذلك بمواجهة الأفكار المغلوطة، وعند مواجهتك لها ستصبح ملاحظًا جيدًا لأفكارك الخاصة، ويطلق على ذلك “ملاحظ متجِّرد”، أي كأنك شخص آخر يراقب من الخارج الأفكار والسلوكيات ليحدِّد أين يقع الخطأ، وحينها يصبح تسلسل وتعاقب الوسواس والطقوس الخاصة به أقل حدوثًا، وبالتالي تستطيع مواجهة تلك الأفكار والرد عليها، وللتعامل مع تلك الأفكار المغلوطة يفضَّل اتباع أسلوب منع الاستجابة، فمثلًا إن كنت تعاني من وسواس القذارة يجب أن تجبر نفسك على تناول الطعام دون غسل يديك.
وهناك عدة خطوات تساعدك على إصلاح أفكارك المغلوطة، الخطوة الأولى هي كتابة تلك المعتقدات الخاطئة، ثم كتابة التقييم الحقيقي لها، وأغلب الأفكار المغلوطة يكون وراءها أكثر من معتقد، والخطوة الثانية هي مواجهة ذلك الاعتقاد المغلوط برد منطقي، ولا تخلط بين الرد المنطقي والتفكير الإيجابي، فليس الغرض هنا أن يكون تفكيرك إيجابيًّا، بل الغرض أن يكون مبنيًّا على الحقائق التي لا يختلف عليها أحد، والخطوة الثالثة هي التفكير الدقيق أو الصحيح، وذلك عن طريق التعرُّف على أفكارك الوسواسية، وأن تصفها كما هي دون أي مشاعر أو رأي شخصي، وبالتالي تستطيع التوصُّل إلى الحقائق الفعلية المسببة لتلك الفكرة الوسواسية، فمثلًا إن كان المعتقد الخاطئ لديك هو “عدم تحمُّل الغموض والخوف من المستقبل”، سيكون تقييمك غير المنطقي له هو: “أنك ستتوقَّع حدوث شيء سيئ بالمستقبل”، بينما يجب عليك أن تفكر بمنطقية وتقول: “إن الخوف من المستقبل لا يمنع البلاء، وليس هناك حقائق تؤكِّد أن شيئًا سيئًا سيحدث بالمستقبل”، وعندما تتعامل مع جميع أفكارك المغلوطة بمنطقية ستبدأ الأفكار الوسواسية بالابتعاد عنك مع الوقت.
والخطوة الرابعة هي التعرض التخيلي ولعب الأدوار، وذلك عن طريق القيام بالتعرض التدريجي باستخدام سيناريو لموقف يسبب لك القلق تصبح من خلاله غاضبًا أو فاقدًا للسيطرة ثم تتخيل نفسك وأنت تقوم بالرد عليه، وحينها سوف تقل شدة ذلك الخطر المتخيَّل، ومرضى الوسواس القهري يلقون اللوم على أنفسهم بكل سهولة، ولذا يجب عليهم عدم لوم أنفسهم على أي شيء سيئ يحدث لهم، لأنهم عند مراجعة الحقائق يكتشفون أن كل هذا غير حقيقي، وإنما هو نتيجة مرض الوسواس القهري وأفكاره المغلوطة.
الفكرة من كتاب الرجل الذي لم يستطع التوقُّف.. دليلك النفسي للتعامل مع الوسواس القهري
الوسواس القهري هو أحد الأمراض النفسية التي يعانيها الكثيرون، بل ويفقدون الأمل في الشفاء منه، لأنه يأتي على هيئة أفعال لا إرادية يصعب على الشخص الفرار منها، بل ويخيَّل إلى المريض به أن هناك أصواتًا تدور داخل عقله تعذبه إن لم يفعل كل شيء كما يخبره وسواسه، أو يرى أن دماغه ونفسه ينقلبان ضده ليصبح في النهاية بعيدًا عن نفسه، وغريبًا عن أقرب الناس إليه.
ولذا صديقي مريض الوسواس سيكون هذا الكتاب هو دليلك للقضاء على الوسواس، وقهر الشخص المتنمِّر الموجود بداخل رأسك مخبرًا إياك بألَّا تتوقَّف، كما سيجعلك هذا الكتاب تفهم أفكارك الوسواسية، وتعرف منشأها، وكيف تتعامل معها، وتكون أنت المعالج السلوكي لذاتك لتتحرَّر من قيد الوسواس القهري، وتنعم بحياة طبيعية لا يعكِّر صفوها شيء.
مؤلف كتاب الرجل الذي لم يستطع التوقُّف.. دليلك النفسي للتعامل مع الوسواس القهري
منال الدغار: طبيبة وكاتبة مصرية، وهي استشاري أمراض المخ والأعصاب والطب النفسي وعلاج الإدمان، حصلت على الدكتوراه في الصحة النفسية، ودراسات عليا في الطب النفسي الجنسي والعلاقات الزوجية، كما قامت بكتابة العديد من المقالات عن تبسيط الطب النفسي في عدد من الجرائد مثل الأهرام والشروق، وهي عضو نشط في العديد من الجمعيات الخيرية اللاحكومية، وسفيرة للنوايا الحسنة بقطاع التعليم بالأمم المتحدة، ولها مساهمات عديدة في التوعية النفسية والمجتمعية.
من أبرز أعمالها:
زوجات خائنات.
الحب منك وإليك.
طيور لن تهاجر ثانيةً.
مدينة الأحلام الملعونة.