لا تبحث عن السعادة
لا تبحث عن السعادة
السعادة هي الشيء الوحيد الذي يرغب فيه الإنسان لذاته، فالناس ينشدون ويبحثون عن الثروة والشهرة لا لأجل الثروة والشهرة، بل لأنهم يعتقدون أنهم بالحصول عليهما سيصبحون سعداء، ومن المؤكد أنك إذا أردت أن تنعم بالسعادة وتستيقظ من نومك فترى جمال العالم من حولك، فلا بد أن تخلق انسجامًا بين حياتك وقيمك ومعتقداتك، كما يجب أن تسعى وراء ما تريده أنت من هذه الحياة وليس ما يريده الآخرون لك، وفعل ذلك ليس بالأمر السهل اليسير، لأننا في ظل المجتمع المعاصر الذي نعيش فيه، نخضع لكثير من التأثيرات الخارجية التي يُمليها علينا المعلنون ووسائل الإعلام التي بدورها تؤثِّر في قراراتنا واختياراتنا، وكذلك قيمنا ومعتقداتنا.
فعلى سبيل المثال: يظهر أحد الأبحاث أن جمال المظهر لا يؤثر إلا بشكل هامشي في مدى رضا الناس عن الحياة، كما يظهر بحث آخر أن المكانة الاجتماعية والعمر والذكاء والتربية ليس لها تأثير حقيقي في السعادة الحقيقية، بينما السعادة الحقيقية تتوقَّف على ما إذا كنت مستعدًّا لتكون سعيدًا أم لا، فالسعادة ستراوغك وتُرهقك في البحث عنها إذا صمَّمت على التفكير في ما ليس في صالحك وأصررت على القيام به.
وبناءً على ذلك، فإن السعادة لا يمكن شراؤها أو المكافحة لبلوغها، وستبقى بعيدة عنك ما دامت هي هدفك الأساسي في الحياة، لذلك يقول إريك فروم: “البحث عن السعادة يشكِّل واحدًا من أسباب التعاسة الرئيسة”، فبدلًا من مطاردة السعادة، ابدأ بالعيش وفقًا لمجرى الأمور، ولا تسرح بخيالك بأن الحياة يجب أن تكون مختلفة عما هي عليه، لأن هذا الخيال هو مصدر تعاستك، فسلِّم للواقع وحرِّر نفسك من الصورة المثالية لحياتك، وتعلَّم كيف تحيا سعيدًا يومًا بيوم.
الفكرة من كتاب فكِّر تنجح أكثر!
يستعرض المؤلف في هذا الكتاب مجموعة من الدروس المختلفة التي تعلَّمها في الحياة، والتي يعلمها معظمنا، لكن لسببٍ ما نرسل بها إلى غياهب النسيان، فنحن نعرف كثيرًا من الأمور، والتعلُّم هو اكتشاف ما نعرفه، بينما التنفيذ هو إثبات ما نعرفه، وكما قال مارتن فانبي: “تعلَّم من أخطاء الآخرين، فليس بوسعك العيش بما يكفي لارتكابها بنفسك والتعلُّم منها”.
مؤلف كتاب فكِّر تنجح أكثر!
إيرني زيلنسكي : هو كاتب أمريكي له مؤلفات عدَّة في التطوير والنمو الشخصي، ولديه تسعة مؤلفات، منها:
اعمل أقل تنجح أكثر.
فكِّر تنجح أكثر.
The Joy Of Not Working.
المترجمة: مايا كوراني