الطفولة والدراسة
الطفولة والدراسة
كانت ظروف ولادة غازي عبد الرحمن القصيبي مشبعة بالكآبة، إذ توفي جده لوالدته قبل ميلاده بشهور ثم تبعته ابنته بعد ولادة ابنها بتسعة أشهر، وفي سن السادسة انتقل غازي الطفل مع أسرته إلى البحرين حيث كان لعائلته جذور عميقة وتاريخ من تمثيل الملك، فقد كان والده الوكيل التجاري للمملكة هناك حتى وفاته، وكان هذا الارتباط هو سبب اختياره للبحرين لتكون تجربته الأولى كسفير حين بدأ حياته الدبلوماسية، وكذلك سببًا لكونه أول عمل يودِّعه بالدموع حينما انتقل إلى السفارة بالمملكة المتحدة.
يذكر غازي القصيبي من هذه المرحلة في حياته تجربته كطالب حيث يعتبر أنه قد مارس أولى مهامه الإدارية بصفته “مراقبًا” موكلًا بكتابة أسماء المشاغبين وقرع الجرس، وعلى الرغم من أنه يرى أن هذه التجربة ترسِّخ في الطلاب دون وعي عشق السلطة ورموزها، إلا أنه يظن أنه قد مارسها بعدالة، أما عن تجربة رسوبه لأول مرة في العام الخامس الابتدائي فقد اعتبرها الكاتب أولى تجاربه مع نتائج التهاون الإداري وأول مرة يسمع بمفهوم الواسطة، وخلَّفت هذه التجربة في نفس الطفل عندها أثرًا لا يمحى عن جور نظام يضطر الطالب إلى إعادة سنة كاملة لرسوبه في مادة واحدة.
وفي خلال روايته لدراسته الجامعية بالقاهرة ودراساته العليا بالولايات المتحدة، يتحدث الكاتب عن تجاربه مع البيروقراطية، وعن الفارق الكبير بين النظم الإدارية العربية والنظم الإدارية خارجها. كانت هذه التجربة هي ما دفع الكاتب للحرص على ألا ينام ليلته وعلى مكتبه ورقة بانتظار توقيع، لأن التوقيع الذي لا يستغرق ثوانيَ من الموقِّع قد يعطل الناس أيامًا، ومن هذا النظام الروتيني يبدأ الفساد.
الفكرة من كتاب حياة في الإدارة
كما يصفه الكاتب فإن “حياة في الإدارة” هو سيرة إدارية وليس بسيرة ذاتية، فعلى عكس السير الذاتية التقليدية لا يتحدَّث الكاتب هنا عن ميلاده ووالديه وأبنائه سوى باقتضاب، وإنما يستفيض في الحديث عما تعلَّمه من تجاربه المختلفة كإداري، وعن رؤيته الشخصية لمفهوم الإدارة، ويترك نصائحه للإداريين الناشئين خلال الكتاب.
في هذا الإطار، يبدأ الكاتب حديثه عن بداية تلمُّس الطفل لتأثير الإدارة بمجرد أن يدرك أن حياته ككائن تعتمد كليًّا على قرارات يتخذها الآخرون، ثم يكتمل تصوره عنها حينما يبدأ رحلته الدراسية في المدرسة، عندها يلاحظ الطفل من خلال مدرِّسيه ومديريه الشخصيات والمشكلات الإدارية المختلفة، وتبقى معه هذه الملاحظات إلى ما بعد حياته الدراسية وخلال حياته العملية.
وبعد ذلك يروي غازي القصيبي تجاربه مع البيروقراطية كطالب جامعي ومع التكنوقراطية كوزير، ويتحدَّث كذلك عما أسماه أسلوبه الهجومي في الإدارة خلال فترات عمادته للكلية وإدارته للسكة الحديد، وخلال توليه وزارتي الصناعة والكهرباء والصحة، ثم ينهي كتابه بالحديث عن تجربته كسفير للمملكة العربية السعودية في البحرين، وفي المملكة المتحدة.
مؤلف كتاب حياة في الإدارة
كان عميدًا لكلية التجارة بجامعة الملك سعود، ورئيسًا لهيئة السكة الحديد قبل أن يصبح وزيرًا للصناعة والكهرباء، ومن ثم وزيرًا للصحة، ثم سفيرًا للمملكة بالبحرين ثم في المملكة المتحدة قبل أن يعود إلى الوزارة مرة أخرى وزيرًا للمياه والكهرباء ثم أخيرًا وزيرًا للعمل، وتُوفِّي في عام 2010.
كان عميدًا لكلية التجارة بجامعة الملك سعود، ورئيسًا لهيئة السكة الحديد قبل أن يصبح وزيرًا للصناعة والكهرباء، ومن ثم وزيرًا للصحة، ثم سفيرًا للمملكة بالبحرين ثم في المملكة المتحدة قبل أن يعود إلى الوزارة مرة أخرى وزيرًا للمياه والكهرباء ثم أخيرًا وزيرًا للعمل، وتُوفِّي في عام 2010.
من مؤلفاته: رواية “شقة الحرية”، وكتاب “حياة في الإدارة”، وكتاب “من هم الشعراء الذين يتبعهم الغاوون؟”، أما أعماله الشعرية فمنها قصيدة “رسالة المتنبي الأخيرة إلى سيف الدولة”، وقصيدة “القلم تم بيعه وشراؤه”.