القدوة
البيئة المحيطة بالطفل هي العامل الأول في نجاح تربية الأبناء، وحتى تغرس حب القرآن الكريم في أبنائك، عليك النظر إلى بيتك، أي البيوت هو من بين هذه البيوت الأربعة؟ البيت الأول لا يهتم بالقرآن الكريم، لكنه حريص على تحفيظ أبنائه القرآن، هذا بيت لا يُعد قدوة صالحة لجعل أبنائه يحبون القرآن، والبيت الثاني يُشدِّد ويُعسر عملية حفظ وفهم القرآن الكريم، بسبب تعامل الوالدين الخاطئ تربويًّا، وبما لا يناسب مراحلهم العُمرية، هذا أيضًا بيت لا يُعد قدوة طيبة لهم، والبيت الثالث نموذج سيئ تمامًا، لأنه نسي القرآن فهمًا وقراءةً، واستبدل به الموسيقى عمومًا، أما البيت الرابع فهو قدوة صالحة، لأنه يهتم بالقرآن الكريم، ومُعتدل، ويُفَهِّم أبناءه القرآن، ويجعلهم يحبونه بطرق مناسبة مُحببة إليهم، وفي هذا البيت ينمو الطفل مُحبًّا للقرآن الكريم، مُتخلقًا بخُلقهِ.
لذا على الوالدين أن يُحسنا تربية أبنائهم بالرفق والحُب، وحينها سيحبون والديهم، وسيحبون كل ما يحبونه، لأن حب الأهل لأولادهم فِطري، لكن حُب الأطفال لأهلهم ليس كذلك، ومن ثم لكي تربط أبناءك بالاقتداء بك في حُب القرآن فعليك بالتالي: الدعاء لهم، ومعاملتهم على حسب مراحلهم العُمرية، ومراعاة الفروق الفردية بين الأبناء، وتنويع أساليب التوجيه لهم حتى لا يملوا، واستخدام أسلوب الثواب والعقاب لتحفيزهم، وفهم مواهبهم وقدراتهم، وتقوية علاقة الصداقة بينكم والنقاش، وتنمية ثقتهم بأنفسهم، والتعبير لهم عن الحُب والاحترام قولًا وفعلًا، حينها ستكون لهم قدوة يحبونها.
كما أثبتت التجارب التربوية أن أفضل وسيلة عملية لتوصيل المفهوم المطلوب للأبناء يكون عن طريق وضع قدوة عملية أمامهم، ولأن الوالدين قدوة لأبنائهم؛ يحبون ما يحبونه، فعليك أن تكون ممن يُحب القرآن ويحفظه ويتخلّق بخُلقه، حينها ستجد هذا تحفيزًا لأطفالك على الاقتداء بك في فهم وحُب القرآن، أما إذا كنت ممن يقرؤون القرآن، ولا يطبقون حرفًا منه، فهذه طريقة جيدة، كي تبعد أبناءك عن القرآن حفظًا وحُبًّا، بل وسيكرهون أوامره، لذا على المُربي أن يكون قدوة حسنة في أفعاله وأقواله، حتى يصل صدق محبته للقرآن الكريم إلى أبنائه ويفعلوا مثله.
الفكرة من كتاب كيف نحبب القرآن لأبنائنا (مهارات تربوية في تحفيظ القرآن)
العلم كله خير، وإن الأمم تسود بتعليمها، الذي ينعكس بالتتابع على أخلاقها ومعاملاتها، فما بالك بأمة إسلامية تسودها تعاليم الإسلام، وخُلق القرآن الكريم! وخير المجتمعات في التاريخ كان مجتمع الصحابة، الذين كانوا يتسابقون في حفظ القرآن الكريم قلبًا وقولًا، وسلوكًا، ويتعلمونه ثم يعلمونه لأطفالهم، طاعةً لأوامر النبي (صلى الله عليه وسلم)، وإتباعًا لمنهجهِ التربوي، حتى قال أحد الصَالِحينْ: “علِّم وَلدكَ القُرآن، وَالقُرآن سَيعلِّمهُ كُل شَيء”.
وتعليم القرآن لطفلك أحد أسس البناء التربوي الذي يجب أن يستهدفه الوالدين، فهو لبنة تربوية صالحة في بناء الطفل الشرعي التربوي، لذا يجب أن يستعد لها الوالدان تربويًّا وعمليًّا، وفي هذا الكتاب يرشدنا الدكتور سعد إلى كيفية تحبيب القرآن الكريم إلى أطفالنا، واستخدام وسائل تربوية لتعليمه لهم، وغرس حب القرآن في نفوس الأبناء، كي يستطيعوا التخلُّق بخُلق القرآن الكريم.
مؤلف كتاب كيف نحبب القرآن لأبنائنا (مهارات تربوية في تحفيظ القرآن)
سعد رياض: استشاري نفسي وتربوي، ومُدرب، وحاصل على ليسانس الآداب بقسم علم النفس، وحاصل على دكتوراه فى علم النفس، ومستشار جودة التعليم، ومؤهل المؤسسات التعليمية لضمان جودة التعليم، ومستشار الموارد البشرية بمركز إشراق للتدريب، ومقدم برامج فضائية تربوية على قنوات متعددة.
وله كتب عديدة منها: “أبي اجلس معي ساعة”، و”كيف نحمي أطفالنا؟”، و”الدليل الشامل للنجاح والسعادة”، و”أسعد بنت في العالم”، و”البناء النفسي للطفل: تنمية التفكير الإبداعي”.