أشياء ملموسة
أشياء ملموسة
إن الجميع يملك خلفية عن القصص المشهورة الراسخة في الذهن حتى وقتنا الحالي، هذه القصص نجد أغلبها يصف شيئًا ملموسًا في بيئة الإنسان، ومن ضمن هذه القصص قصة السلحفاة والأرنب مثلًا!
وربما من هذا المنطلق يمكننا القول إن العالم بحاجة إلى المزيد من القصص، فإنها وإن كانت خيالية تؤثر في الأشخاص على مدار السنين، ولهذا فإننا نحتاج إلى تحويل الحاجة إلى الشيء الملموس.
وسنضرب مثالًا وهو تعلُّم مهارات الرياضيات في آسيا، فمن المعروف أن أطفال شرق آسيا يفوقون الأطفال الأمريكيين من ناحية الأداء، وبخاصةٍ في الرياضيات، فما الذي تفعل مدارس الآسيويين؟ لقد لوحظ أن المعلِّمين يشرحون المفاهيم الرياضية التجريدية عن طريق التركيز على أشياء ملموسة، بالاستعانة بشراء مواد دراسية وترفيهية، حيث إن استخدام الشيء الملموس يعدُّ مبدأً أساسيًّا للفهم، إذا يساعدنا على تجريد الأمور، كما أن الشيء الملموس قابل للتذكُّر، فإذا ما أطلقنا لفظ (دراجة هوائية أو كرة قدم) سيسهل علينا تصوُّر الشكل، على العكس تمامًا عند إطلاق مصطلحات مجرَّدة مثل (الشخصية أو العدالة).
وربما طبيعة ذكرياتنا تساعدنا على ترسيخ الأفكار، فإذا طرحنا بعض الأسئلة، ستلاحظ أن الشعور يختلف في طبيعة تذكُّرك للأشياء!
مثلًا: تذكَّر عاصمة تكساس، ثم تذكَّر لوحة الموناليزا، ثم تذكَّر الأغنية الأولى من الألبوم الجديد لفنانك المفضَّل، ثم تذكَّر المنزل الذي أمضيت فيه طفولتك.
إن هذا التمرين سيعطيكم انطباعًا عن طبيعة الذاكرة، حيث إن تذكُّركم لعاصمة تكساس أمر تجريدي، بينما إذا فكَّرتم في الأغنية ربما يرن في آذانكم صوت الفنان، وإذا تذكَّرتم اللوحة ستتمثَّل أمامكم بصورة ابتسامتها الشهيرة، أمَّا منزل طفولتكم فإن تذكُّره سيحمل معه مجموعة من الذكريات والمشاهد والأصوات، بل وربما تتخيَّلون أنفسكم في أرجاء المنزل تمرحون وتضحكون! إذًا فذهنكم يوجد بداخله العديد من الحلقات، وكلما كان عدد حلقات الفكرة أكبر، كان رسوخها في الذاكرة أقوى، ولهذا فإن لمنزل طفولتكم عددًا هائلًا من الحلقات.
إن ما هو ملموس يوصلنا إلى الشفافية، حيث إننا نحتاج إلى المحاكاة الحيَّة، والفكرة الملموسة أكثر سهولة في تنفيذها من بين الخصائص الست، لأن إيجاد ما هو ملموس ليس بالشيء الصعب.
الفكرة من كتاب أفكار وجدت لتبقى
إننا نطمح جميعًا إلى ترك الأثر الملموس داخل الآخرين، ولكن.. لماذا ينجح البعض في الترويج لأفكاره وجعلها راسخة في أذهان الناس، ويفشل البعض الآخر؟ هل هناك استراتيجيات أو طرق متَّبعة لجعل فكرتنا أكثر تميزًا وإقناعًا؟
هذا ما يعرضه الكتاب ويجيب عنه.
مؤلف كتاب أفكار وجدت لتبقى
شيب هيث : أستاذ السلوكيات الإدارية في كلية الإدارة بجامعة ستانفورد.
دان هيث: مستشار في مؤسسة ديوك للتعليم المشترك، وباحث سابق في كلية الإدارة بجامعة هارفارد.
من تأليفهما أيضًا كتاب: “الحسم، كيف تتخذ خياراتٍ أفضل في الحياة الشخصية والمهنية“، وكتاب: “قوَّة اللحظات“.
معلومات عن المترجم:
شادي يونس: مترجم سوري، مختص بالترجمة الفورية والتعريب، وقد قام بترجمة عدد من المسلسلات والأغاني، وهذا الكتاب الذي بين أيدينا.