الفكرة البسيطة
الفكرة البسيطة
جميعنا نعلم أن بعض الأفكار مثيرة للاهتمام أكثر من غيرها، حتى لو كانت الأفكار الأخرى أكثر ابتكارًا، ولكن بعض الأفكار تنقصها مهارات معيَّنة لكي تحوِّلها إلى أفكار مهمة، ولهذا فإننا نسعى إلى جعل الأفكار حقيقية وفعَّالة، لأننا وبالتأكيد نريد أن نجعل من أفكارنا ثوابت ترسخ في العقول ويبقى أثرها في أذهان الناس.
وهناك ستة مبادئ للأفكار الراسخة، وهي البساطة، وعدم التوقُّع، وإضفاء الطابع الملموس، والمصداقية، والمشاعر، والقصص.
أمَّا البساطة فتتمثَّل في إيجاد الأساس، أي التعمُّق في المعنى الأساسي لبلوغ الهدف بدلًا من النظر في العناصر السطحية، ومن المعروف مثلًا أن شركة ساوث ويست للخطوط الجوية مميزة وناجحة وهي تجني أرباحًا مستمرة على مدار الأعوام مقارنةً بغيرها من الشركات، وسر نجاحها يتمثَّل في إصرارها المستمر على تخفيض التكاليف مع تنسيق ذلك مع الموظفين، ومن هنا يتضح لنا أن هذه الفكرة كانت بسيطة لكنها أيضًا كانت مفيدة لأكثر من ثلاثين عامًا!
إذا كانت الفكرة بسيطة ومُتقنَة وقوية، فسوف تجني ثمارًا مدهشة، المهم أن تكون هذه البساطة حقيقية ليست متمثلة في معنى التقليل أو التقليص، بل تتمثل في معنى المرونة والتصنيف تبعًا للأولوية.
فالبعض قد يدقِّق في التفاصيل لدرجة العجز عن تبيين الرسالة الأساسية والمعتبرة، وبخاصَّةٍ من يعملون في الصحافة، وقد قال إد كراي وهو كاتب صحفي مخضرم: “كلما كانت فترة عملكم على قصة أطول، تبيَّن لكم أنكم تفتقدون الاتجاه، بحيث لن تعرفوا بعد ذلك ما هي قصتكم” .
ولعلَّنا نعرف كثيرًا من الأمثال البسيطة المتداولة بين الناس والراسخة في عقولهم منذ آلاف السنين، كالمثل القائل: “عصفور في اليد أفضل من عشرة في الغابة”، فقد وجد له عشرات التراجم في الدول المختلفة، كما تساعد الفكرة ذاتها على اتخاذ قرارات فردية في البيئات، ومثل هذه الأمثال البسيطة قد تسهِّل على الناس عملية التذكُّر واتخاذ القرارات، وتحوِّل الشيء من صعب التفكير إلى سهل التفكير ، لأنها أفكار ملموسة وسهلة يمكننا الاعتماد عليها وسط أوضاعنا المعقَّدة.
الفكرة من كتاب أفكار وجدت لتبقى
إننا نطمح جميعًا إلى ترك الأثر الملموس داخل الآخرين، ولكن.. لماذا ينجح البعض في الترويج لأفكاره وجعلها راسخة في أذهان الناس، ويفشل البعض الآخر؟ هل هناك استراتيجيات أو طرق متَّبعة لجعل فكرتنا أكثر تميزًا وإقناعًا؟
هذا ما يعرضه الكتاب ويجيب عنه.
مؤلف كتاب أفكار وجدت لتبقى
شيب هيث : أستاذ السلوكيات الإدارية في كلية الإدارة بجامعة ستانفورد.
دان هيث: مستشار في مؤسسة ديوك للتعليم المشترك، وباحث سابق في كلية الإدارة بجامعة هارفارد.
من تأليفهما أيضًا كتاب: “الحسم، كيف تتخذ خياراتٍ أفضل في الحياة الشخصية والمهنية“، وكتاب: “قوَّة اللحظات“.
معلومات عن المترجم:
شادي يونس: مترجم سوري، مختص بالترجمة الفورية والتعريب، وقد قام بترجمة عدد من المسلسلات والأغاني، وهذا الكتاب الذي بين أيدينا.