المبادئ الأساسية للمنهجية الفكرية الإسلامية
المبادئ الأساسية للمنهجية الفكرية الإسلامية
تعتبر المنهجية ضرورية لأنها تمثل الإطار الشامل الموجه للفكر وطرق النظر والتفكير، وتنفرد المنهجية الإسلامية في الفكر عن غيرها من المنهجيات بعدة مبادئ، أولها التوحيد الذي يمنح المعنى لهذا الكون، فكل ما فيه مخلوق بإرادة الله سبحانه وتحت طوعه وقدرته، مما يعني أنه بداية كل شيء وغايته، فتوجه العلوم المختلفة في ذلك السياق للتعرف أكثر على آياته في الكون، وتحسين قدرة الإنسان على حمل المسؤولية الشرعية.
وثانيها وحدة الخلق، فالنظام الكوني تحكمه قوانين الطبيعة التي تسري على كل جزء من العالم بمختلف ما فيه من صور علاقات ومقدمات ونواتج أو أسباب ومسببات، مما يحافظ على تناسق واطراد الكون، ويسعى الإنسان لبذل أقصى جهده للوصول إلى ما يستطيع الوصول إليه من تلك السنن الإلهية، كي يسخرها ويطوعها لتحسين معاشه وقدرته على تأدية وظائفه المختلفة، وما يلفت النظر هو مدى التناسق بين جاهزية الظواهر لتسخيرها ومناسبتها لإشباع احتياجات الإنسان.
وثالثها وحدة المعرفة الحقيقية متمثلة في الوحي الإلهي، وعدم تعارضه مع العقل أو الحقائق العلمية، ورابعها وحدة الحياة معبرة عن نفسها في حمل الإنسان للأمانة الإلهية وخضوعه للقدر وهو السنن، وحرية الاختيار الممنوحة له في القضاء، كونه خليفة في الأرض مسؤولًا عن أفعاله وعباداته وشهواته، ويشمل الدين الذي أرسل إليه كل جوانب الحياة الإنسانية في صورة محرمات ومباحات وواجبات وغيرها.
وخامسها وحدة الإنسانية بارتباط كل البشر بخالقهم، ومعيار التفضيل لا يعود إلى صفات خلقية مثل لون البشرة، أو ثقافية مثل اللغة بل هو للتقوى والعمل الصالح، فكلهم على مسافة واحدة من الله ولا يقترب إلا من حقق عبوديته وأطاع، وهذا عكس ما تعنيه القوميات الحديثة، من تمييز بعض الأمم على أخرى بيولوجيًّا أو ثقافيًّا، وحصر حدود الأمة بحدود الوطن الجغرافية.
وسادسها تكامل العقل مع الوحي المعصوم من الخطأ، المنزل لإكمال إدراك العقل المحدود ووصله بالحقائق الكلية، وآخرها الحرص على اتباع شمولية الإسلام في الغايات والوسائل معًا.
الفكرة من كتاب إسلامية المعرفة (المبادئ العامّة – خطّة العمل – الإنجازات)
المعرفة تعبر عن طريقة رؤية الإنسان لنفسه وللكون وللإله، لها غايات وأهداف تحاول الوصول إليها بوسائل محددة، وتقوم العلوم الإنسانية والطبيعية وغيرها على أسسها، وتصطبغ المعرفة بألوان الهوية مشكّلة الإطار القيمي والأخلاقي الحاكم والموجه لمنهجية بحث وعمل الأفراد، فلا يصح أن تكون المعرفة مستمدة بأصولها وغاياتها ووسائلها من مصدر مختلف الهوية كالغرب، أو أن تكون منقطعة عن البيئة المحيطة تاريخيًّا ونفسيًّا، فما العلات التي تعاني منها الأمة على المستوى الفكري والتربوي؟ وما المهمة التي اتخذ المعهد مسؤولية تنفيذها على عاتقه؟ وهل هناك أنواع متعددة من المعارف، وإن وجد فما هي المعرفة الإسلامية؟ وما هي مبادئ إسلامية المعرفة وخطة عمل المعهد؟
مؤلف كتاب إسلامية المعرفة (المبادئ العامّة – خطّة العمل – الإنجازات)
المعهد العالمي للفكر الإسلامي: مؤسسة خيرية غير هادفة للربح ترتكز جهودها في المجال الدعوي والتربوي والمعرفي بهدف الارتقاء بالأفراد في المجتمعات الإسلامية، من خلال إسهامات مختلفة كنشر الكتب والأبحاث والدراسات، وإقامة الندوات والمؤتمرات والأنشطة المختلفة، والتدريس.
تأسس في عام 1981م بشكل مستقل عن أي أيدولوجية حزبية، ويقع مقره الرئيس في ضواحي واشنطن ولديه اليوم عدد من الفروع في مختلف عواصم البلدان.