الشخصية
الشخصية
بذكر الصواب في الفقرة الماضية، ما الذي سيوجهنا إلى فعل الصواب بجانب الشجاعة؟ إنها الشخصية القوية. فكلما نمت الموهبة تطلبت شخصية أقوي، لأن الموهوبين معرضون للمشكلات أو الإغراء لسلك طرق مختصرة للوصول إلى أهدافهم للفت نظر من حولهم. هذه الطرق قد تكون غير أخلاقية، وسرعان ما تنكشف، ويفقد الفرد احترامه ومصداقيته مهما بلغت موهبته. لذا لا بد من بناء شخصية قوية حتى تمنعنا من الوقوع في المشكلات أو سلك سلوك طريق ضد المبادئ.
وقبل تقديم المقترحات لبناء شخصية قوية، لنتعرف العناصر الأربعة التي تتكون منها الشخصية:
العنصر الأوّل: الانضباط الذاتي، وهو القدرة على كبت الرغبات وفعل الصواب.
والثاني: القيم الأساسية، وهي المجموعة من المبادئ التي نؤمن ونعيش بها، ونسترشد بها في المواقف المختلفة، لذا لا بد أن تكون مُنظمة.
والثالث: الإحساس بالهوية، وهي النظرة للذات، وهذه النظرة تنتقل إلى حياتنا ومن حولنا، فالنظرة الدونية للذات تجعل نظرتنا إلى الحياة وإلى علاقاتنا مشوهة، لذا يجب التأمل في نظرتنا إلى ذواتنا وتغييرها إن كانت سلبية.
وأخيرًا العنصر الرابع: الاستقامة، وهي الانسجام بين القيم، والأفكار، والمشاعر والأفعال. هذا الانسجام يولد شخصية قوية، لكن غياب الانسجام يُولد شخصية مشوشة.
فأصحاب الشخصية القوية تعكس أفعالهم أفكارهم ومشاعرهم وقيمهم، لذا لا يسببون لمن حولهم ارتباكًا، وينالون احترام من حولهم لما يمتلكونه من شجاعة أخلاقية ونزاهة، وهم قادرون على كبح انفعالاتهم وردود أفعالهم، ويحافظون على وجودهم في القمة. ولإمتلاك شخصية قوية علينا:
مواجهة المحن والشدائد، لأنها تختبر نزاهتنا، فالشخصية القوية تُولد في المحن، وهي التي ستمكننا من الإصرار والنجاح على العقبات التي سوف تواجهنا في أثناء سعينا لأهدافنا.
وعلينا فعل الصواب وإن مالت النفس لفعل الخطأ.
وأخيرًا أن نتوقف عن خلق الأعذار لتبرير ضعف الشخصية، وإدراك أن امتلاك الشخصية القوية يعتمد على خياراتنا لا ظروفنا.
الفكرة من كتاب الموهبة لا تكفي أبدًا: اكتشف الخيارات التي ستأخذك لما هو أبعد من موهبتك
يقول الفيلسوف رالف والدوإمرسون: “الموهبة من أجل الموهبة فقط حلية رخيصة، ومظهر خادع. أما الموهبة التي تسخر طواعية لخدمة هدف أكبر ترفع صاحبها إلى مرتبة جديدة”.
الموهبة تُميز الفرد في البداية عن الآخرين، مما يجعله يميل إلى الاعتماد عليها والرغبة في أن يقدرها من حوله، دون التفكير في تنميتها أو علاج الجانب الضعيف في مهاراته لاستغلال موهبته بالشكل الأمثل. مع الوقت يتلاشى الضوء من على الموهوبين، ويُسلط على آخرين بسبب ما بذلوه من جهد أكبر.
إن أصحاب المواهب لديهم أساس قوي يجعلهم في المقدمة، ولكي يظلوا فيها عليهم اتخاذ بعض الخيارات. يُقدم الكتاب ثلاثة عشر خيارًا مؤثرًا في الموهبة، يوضح الكاتب تأثيرها مع طرح بعض الاقتراحات لاكتسابها.
مؤلف كتاب الموهبة لا تكفي أبدًا: اكتشف الخيارات التي ستأخذك لما هو أبعد من موهبتك
جون سي ماكسويل: كاتب أمريكي ولد عام 1947 بمدينة جاردن سيتي بولاية ميتشيغان، حصل على البكالوريوس من جامعة أوهايو كريستين عام 1969، لُقب بخبير القيادة الأول في العالم بواسطة موقع Leadership Gurus. ألّف أكثر من ستين كتابًا، منها:
الفشل البناء: تحويل الأخطاء إلى جسر للنجاح.
أقوى واحد وعشرين دقيقة في يوم القائد: تنشيط روحك وتمكين قيادتك.