نزاهة المؤسسة السياسية
نزاهة المؤسسة السياسية
في الحديث عن أبي حميد الساعدي، يحذر الرسول صلى الله عليه وسلم من أخذ شيء بغير حق، ويصوره بمن يلقى الله يوم القيامة حاملًا البعير التي تلقاها بغير حق أو ما يعرف اليوم بالرشوة، مما يفتح الباب للكاتب للتساؤل عن مصائر موظفي اليوم: كيف يأتون الله يوم القيامة حاملين العقارات أو السيارات الفارهة؟ فهل لهذا الفساد علاقة بالدين أم أنه خروج سافر عليه؟
للإجابة عن هذا السؤال، يعتبر الكاتب هذا الحديث دليلًا قاطعًا على أن الإسلام حارب الفساد والمفسدين وهددهم بعذاب تنخلع له القلوب يوم القيامة، وقد كان المجتمع عندها صغيرًا ناشئًا، معتادًا على الجوع، لا يعرف عن قواعد الخدمة المدنية شيئًا وشعاره “الدنيا لمن غَلَبا”.
أما عن اليوم، فيرجع الكاتب الفساد المنتشر في بلاد المسلمين إلى عوامل عدة هي، أولًا: استئثار الأقلية بالموارد على حساب الأغلبية، ثانيًا: انعدام المؤسسات التي تسهر على حماية المال العام، وأخيرًا: ضعف الوازع الخلقي، ثم يرجع كل هذه العوامل إلى سبب جوهري واحد هو غياب الحرية، سواء سميت بالشورى الملزمة أو الديموقراطية أو التعددية.
لهذا السبب يتمنى الكاتب أن يدرس هذا الحديث في كليات الإدارة، وأن يوضع في الصفحات الأولى لنظم الموظفين وأن يعلق في كل مكتب حكومي. وأخيرًا يوجه غازي القصيبي التحذير قائلًا: “الويل كل الويل لمن جاء يوم القيامة حاملًا وطنًا كاملًا سرقه بدبابة ذات ليلة”
الفكرة من كتاب ثورة في السنة النبوية
الثورة هي التغيير الشامل الكامل لوضع ما، والثورة التي يتحدث عنها هذا الكتاب هي ثورة على الأوضاع الجاهلية المتخلفة التي ما زالت موجودة في عدد من الميادين الرئيسة في بعض الدول الإسلامية أو معظمها. في هذا السياق يستعين الكاتب بنصوص كلها من الأحاديث الصحاح بالإجماع مأخوذة من كتاب “جامع الأصول في أحاديث الرسول” لكاتبه الإمام الجزري، ليفتح المجال أمام الباحثين لإقناع المسلمين الراغبين في الإصلاح بقلوبهم لا بألسنتهم، أن في دينهم ما يغنيهم عن استيراد الإصلاح من الخارج إذا انتهت الانتقائية الانتهازية التي يمارس بها المسلمون دينهم.
مؤلف كتاب ثورة في السنة النبوية
غازي عبد الرحمن القصيبي، من مواليد الإحساء بالمملكة العربية السعودية عام 1940م، درس الحقوق بجامعة القاهرة ثم التحق بالدراسات العليا في لوس أنجلوس متخصصًا في العلاقات الدولية. ثم حصل على الدكتوراه في جامعة لندن كلية university college.
عمل مدرسًا مساعدًا ومستشارًا لبعض الجهات الحكومية، ثم تولى الكاتب مناصب إدارية متعددة كعميد لكلية التجارة بجامعة الملك سعود ورئيس لهيئة السكة الحديد قبل أن يصبح وزيرًا للصناعة والكهرباء ومن ثم وزيرًا للصحة. تخللت مهامه الوزارية فترة من العمل سفيرًا للمملكة بالبحرين ثم في المملكة المتحدة قبل أن يعود إلى الوزارة مرة أخرى وزيرًا للمياه و الكهرباء ثم أخيرًا وزيرًا للعمل.
توفي غازي القصيبي في عام 2010 تاركًا عددًا من مؤلفات الشعر والأدب، أشهرها رواية “شقة الحرية”، وعددًا من الكتب منها: “كتاب حياة في الإدارة”، وكتاب “التنمية وجهًا لوجه”، أما عن الأعمال الشعرية فمنها قصيدة “رسالة المتنبي إلى سيف الدولة” و قصيدة “القلم تم بيعه وشراؤه”.