ترويج وسائل الإعلام لسوء فهم العامة
ترويج وسائل الإعلام لسوء فهم العامة
إن الأشخاص الذين يمسكون بزمام الأمور في وسائل الإعلام من خريجي كُليَّات الدراسات الإنسانية، وهم لا يملكون إلا معرفة ضئيلة عن العِلم، يخلقون مُحاكاة ساخرة للعِلم بتصويره باعتباره عبارات لا أساس لها من الصحَّة وغير مفهومة وتوجيهية تصدر من العلماء، الذين هم بدورهم منفصلون عن الواقع وينعمون بالقوة على الصعيد الاجتماعي، وتنقسم القصص الإخبارية العِلمية في وسائل الإعلام إلى ثلاث فئات: الفئة الأولى القِصص المُضحكة كالخيانة أمر جيني، والحساسية من الكهرباء، ومعادلات أسوأ يوم في العام، ومعادلات أسعد يوم في العام، وغيرها من القصص الفارغة التي تهدف إلى ملء فراغ منافٍ للعقل، تتخذ هيئة العِلم من أجل جني الأموال والترويج للمنتجات وملء صفحات الصحف بأدنى حد من الجهد الصحفي، الفئة الثانية قصص الاكتشافات الكُبرى، إذ نجد وسائل الإعلام مهووسة بالاكتشافات الكُبرى الجديدة، وهذا راجع إلى أن الخبر الصحفي يجب أن يكون عن نتيجة جديدة وغير متوقعة، وأن يغير ما كنَّا نعتقده سلفًا، لذلك أكَّد الأكاديمي “جون آيوانيديس” أن قدرًا كبيرًا من البحوث الجديدة ذات النتائج غير المتوقَّعة، هي غير صحيحة، الفئة الثالثة قصص الذُّعر كالادعاءات التي أفضى إليها بحث “البطاطس المُعدَّلة وراثيًّا” أنها تُسبِّب السرطان لدى الفئران، على الرغم من عدم وجود أدلَّة تُشير إلى ذلك، وعندما تُدرك ذلك ستعرف أن ليس كل ما يأتي بعد “أظهرت البحوث” في وسائل الإعلام يمكن الوثوق فيه.
بالإضافة إلى ما سبق، فإن الصحف تُحبُّ الأرقام الكبيرة والعناوين الخاطفة للأبصار، لذا فهي تحتاج إلى علاجات إعجازية ومصادر ذُعر خفية، من أجل زيادة عدد القرَّاء، وجذب الأرباح من المُعلنين، لذلك تنتقي الصحف أكثر الأخبار ميلودرامية وتضليلًا للإشارة إلى أي زيادة إحصائية في عوامل الخطر، ومثالًا على ذلك الاستطلاع الذي نشرته صحيفة “ذا تليجراف” أواخر عام 2007 عن الأطباء، وقد جاء في الخبر: “أن الأطباء يُهدِّدون بثورة ضد خطط الحكومة للسماح لهم بإجراء عمليات إجهاض في عياداتهم”، وبالنظر إلى مصدر الاستطلاع، نجد أنه تمَّ عبر الإنترنت على أحد مواقع الدردشة الخاصة بالأطباء، وليس عبر الهواتف أو البريد الإلكتروني، ودون الأخذ في الاعتبار ما يُسمَّى “تحيُّز الاختبار”، إذ سيقوم بتعبئة نموذج الاستطلاع من أخذوا على عاتقهم تعبئته، كما لن يقوم بتعبئة النموذج سوى الموجودين في الجروب فقط، إذ إن مثل هذه الإحصاءات هدفها الفرقعة الإعلامية وخطف الأنظار لا غير، وهي أبعد ما تكون عن الحقيقة.
الفكرة من كتاب العلم الزائف
يعرض الكاتب مجموعة من الأمور العبثية والتافهة التي تتلبَّس بلباس العِلم بسبب المصداقية التي تمنحها لها وسائل الإعلام، خصوصًا فيما يتعلَّق بالأخبار الطبية، لأنها نصف الأخبار العلمية المتداولة إجمالًا في وسائل الإعلام.
مؤلف كتاب العلم الزائف
بن جولديكر: هو طبيب بريطاني، وكاتب، ومذيع، درس الطب في كلية “مودلين” بجامعة أكسفورد، ويعمل حاليًّا في هيئة الخدمات الصحية والوطنية في المملكة المتحدة، ومن مؤلفاته:
شرور شركات الأدوية.
العِلم الزائف.
معلومات عن المترجم:
محمد سعد طنطاوي: هو مترجم مصري، مارس تدريس اللغة الإنجليزية لسنوات عدَّة في هيئات ومؤسَّسات وشركات، حكومية وغير حكومية، مارس مهنة الترجمة شفاهة وكتابة في عدد من الهيئات والمؤسسات والشركات، في الوقت الحالي يقوم بتدريس اللغة الإنجليزية في مجال الأعمال والمحادثات العامة، من ترجماته:
التفكير السريع والبطيء.
التاريخ الاقتصادي العالمي.
عد تنازلي: تاريخ رحلات الفضاء.
نظرية الفوضى مقدمة قصيرة.
حقوق الحيوان مقدِّمة قصيرة.