صدى صوته
صدى صوته
يلعب الصوت دورًا مهمًّا في القص والقِصص، فإنه يمثل نوعًا من التعبير العميق للمعنى، فينقل النص إلى مستوًى آخر من التواصل يختلف عن الكلام الملفوظ، وتفاعل الطفل في القصة ضمن هذا الإطار يولد لديه سعادة غامرة لإدراكه مرونة اللغة، واتساع القدرة على التعبير، والاستمتاع بالقص، والاستماع للقصص، وتعزيز قدرتهم على الإحساس، وبعض المواقف في حياة الطفل تحتاج دفعة قوية من المستمع حتى يمكنه الانطلاق في الحديث بحماس، غير أن بعض التعجُّل في استخراج بعض الموضوعات أو المعلومات التي تهم المستمع دون محاولة مجاراة الطفل من أسباب معوِّقات السرد، ويخفت الحماس ورغبة الطفل في الاستمرار في الحديث؛ ولهذا تعمل الأسئلة العامل الرئيس في استجابة الطفل، ودفعه إلى الحديث، ويعد هذا فنًّا يجب الاهتمام به.
إن الأطفال لهم آذان حساسة للغاية؛ فهي تلتقط الحديث بشكلٍ سريع، لكن دون التعمُّق في معرفة قواعد اللغة وطريق التواصل، وكثيرٌ من قصص الأطفال تكون خليطًا بين معنى نابع من الداخل، وبين اقتباس نمطي من أشكال القصص التي تعرَّضوا لها، وطريقة سردها، وتبدأ مرحلة الكلام النابع من داخل الطفل في المراحل المبكرة لعمره، ثم يبدأ بإضافة الجمل عليها، وطريقة حديث الوالدَين، ثم ما اكتسبه لغويًّا من أقرانه، ومحيطه الاجتماعي؛ لذا فإن سرد الأطفال ليس فقط مجرد وعي بالذات ورغبة في التواصل، وإنما طريقة بناء اجتماعي، أي إنها تعبِّر عن البيئة التي نشأ فيها، ومستوى تطوُّره الاجتماعي، والتفاعل مع المدخلات المختلفة، وتتغيَّر الطريقة التي تسهم بها القصة في تشكيل شخصية الطفل عبر مراحل نموه في خمسة أطوار مشتركة في المعنى والترتيب، أوَّلها: نشأة الذات في القصص؛ فيكونون هم محور القصة في بادئ الأمر، وثانيها: استدعاء الماضي بمساعدة الوالدين، وتكوين الذكريات، والطور الثالث: الاشتراك مع الأصدقاء الصغار في الحديث عن الذات، والطور الرابع: الذات المكوَّنة من قصص كثيرة عبر تطوير القصص المفضَّلة، والطور الخامس والأخير: تبلور الذات الطفوليَّة، فتأخذ عملية القص بالتضاؤل مع التقدُّم في العمر، وينقص مخزون الذاكرة لما حدث في مرحلة الطفولة.
الفكرة من كتاب القصص التي يحكيها الأطفال
هذا الكتاب إبحار في عوالم ومشاعر الأطفال عن طريق اللغة والقصص، واستنباطات عن عالم الأفكار والآثار الاجتماعية في نفوسهم، في وسيلة لحل الألغاز المعرفية لعالمهم، واكتساب وعيٍ عاطفي بذواتهم، وأيضًا تعدُّ تُرجمانًا لعلاقة الطفل بما حوله من المجتمع.
مؤلف كتاب القصص التي يحكيها الأطفال
سوزان أنجل: مُدرِّسة في علوم النفس بجامعة ويليامز، ومؤسسة برنامج ويليامز للتدريس، وأحد مؤسسي مدرسة هاي جراوند The Hayground في مدينة نيويورك، مسؤولة عن الإشراف على التدريس وتطوير المناهج وتقييمها وتقديم المشورة، لها من الكتب “العقل الجائع hungry mind”، وكتاب “الحياة الفكرية للأطفال The Intellectual Lives of Children”.
معلومات عن المُترجِم:
إيزابيل كمال: وهي مترجمة مصرية، عملت في التمثيل، والكتابة، والشعر، وتخرَّجت في كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية، وحصلت على دبلوم في الأدب المقارن.