السرد القصصي
السرد القصصي
إن السرد نوع من أنواع القصة، وهو انعكاس داخلي لواقع الطفل، سواء فيما يشعر به أو يفكِّر فيه، وهي دليلٌ مهم على تتبُّع نمو القراءة عند الطفل، ويعتمد أغلب الأطفال على عامل الإثارة والانفعال العاطفي في حكاية قصصهم، ما يجعل أمر الاستماع إليهم شيئًا ممتعًا، وهذا يدلُّ على جانبٍ مهم في نفس القاص على اختلاف الفئة العمرية، وهو أمرُ الدوافِع، أي دافع التعبير، ودافع التواصل، وهي تعدُّ مقياسًا تنبؤيًّا لنوع القصة التي سيتمُّ سردها، وكما تم ذِكر ذلك من قبل فإن القصة نوع من أنواع الفعل التي تخضع لنظرية فعل الكلام، والتي تشمل تقسيم اللفظ إلى أقسامه الثلاثة: (ما تم قوله، ومعناه، وتأثيره)، وفي القسم الأخير ألا وهو التأثير، فإنه خاضع لحالِ المستمع، فقد يسرد الطفل شيئًا يتعاظم في نفس المستمع وهو لا يعني بهِ سردًا، وإنما التَقَى مع نفس السامع بمعنًى آخر في ذهنهِ له نفس اللفظ، وهنا يأتي دور المستمع الجيد، فيجب عليه توجيه الفكر، والاهتمام نحو المعنى الكامن في نفس الطفل، لا في نفسهِ هو، أو في المعنى اللفظي السطحي، وهُنا يجب التنويه على أمرٍ مهم، فعلى الرغم من أهمية تتبُّع السرد لدى الطفل فإننا يجب ألا نجنح إلى اعتبار كل ما يقوله الطفل سردًا جديرًا بالاعتبار، ولقد وضع جيروم برونر مقياسًا دقيقًا لتحديد ما إن كان الحديث سردًا أم لا، اعتمد فيه على السمات التالية: التتابع، والحبكة التي توصل المعنى، وكذلك منطقة الذروة التي يتبعها الحل، ويشتمل فيه على “المعيارية وانتهاكها” حسب تسمية برونر، وهذا ما يميِّز من وجهة نظرهِ السرد العادي من غيره، وآخر معيار هو توجيه السرد الانتباه تجاه التجربة، لكن تم تدارك هذه المعايير بالتجربة، فوُجِد أن بعض الأطفال لا يتطابق سردهم مع هذه المعايير، لكنها أجدر باعتبارها سردًا من غيرها في تتبُّع التطوُّر والمعنى الداخلي لدى الطفل.
إن القصة تعبِّر عن ذاتية التجربة في الفِكر والمعنى؛ لِذا يكون من الصعب إنتاج قصةٍ بشكلٍ تعاوني، لكن لغة السرد لغة مزدوجة، يمكن من خلالها الاستماع، والمشاركة في نفس العملية، لأنها لا تخضع لقانون الفلسفة، وإنما تشمل الجانب الإبداعي الذي يجعل المعنى متداخلًا، وله أكثر من دلالة.
الفكرة من كتاب القصص التي يحكيها الأطفال
هذا الكتاب إبحار في عوالم ومشاعر الأطفال عن طريق اللغة والقصص، واستنباطات عن عالم الأفكار والآثار الاجتماعية في نفوسهم، في وسيلة لحل الألغاز المعرفية لعالمهم، واكتساب وعيٍ عاطفي بذواتهم، وأيضًا تعدُّ تُرجمانًا لعلاقة الطفل بما حوله من المجتمع.
مؤلف كتاب القصص التي يحكيها الأطفال
سوزان أنجل: مُدرِّسة في علوم النفس بجامعة ويليامز، ومؤسسة برنامج ويليامز للتدريس، وأحد مؤسسي مدرسة هاي جراوند The Hayground في مدينة نيويورك، مسؤولة عن الإشراف على التدريس وتطوير المناهج وتقييمها وتقديم المشورة، لها من الكتب “العقل الجائع hungry mind”، وكتاب “الحياة الفكرية للأطفال The Intellectual Lives of Children”.
معلومات عن المُترجِم:
إيزابيل كمال: وهي مترجمة مصرية، عملت في التمثيل، والكتابة، والشعر، وتخرَّجت في كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية، وحصلت على دبلوم في الأدب المقارن.