التكثيف وتصميم الأفكار
التكثيف وتصميم الأفكار
ماذا بعد تجميعنا لتلك الكمية الهائلة من الأفكار الأولية؟ حان الوقت للتحول من الكم إلى الكيف، يخاف الناس من كمية الأفكار الكبيرة لأننا نعاني قصورًا في التعامل مع كثرة المعلومات، ولهذا يأتي دور فريق البحث متنوع الخصائص والأفراد لكي يتعامل مع تلك الكمية ويقلِّص بوتقة الأفكار ويحوِّل الشظايا الأولية والبسيطة إلى مجموعة من الأفكار المبدئية الجيدة.
لا يشترك في هذا الفريق غير المختصين وصناع القرار، لأنه يجري تقييم مبدئي على حسب المعايير الموضوعة، يتبعها دراسات للجدوى واختبارات ومناقشات التنفيذ، لتكون المحصلة في النهاية بعض الأفكار الجيدة المعبرة عن أطراف عديدة وقابلة للتنفيذ، ويتوقف الاختيار على صناع القرار بعد عرضه عليهم.
بعد الاستقرار على مجموعة من الأفكار يأتي طور وضعها في صورة قابلة للفهم والمقارنة وعرضها لكي يتم الاختيار من بينها، أو ما يسمى بتصميم الفكرة، ويجب الحرص على أن يكون الشكل والمحتوى وطريقة العرض موحَّدة لكل الأفكار لض
مان تساوي الفرص، كذلك تُولَى أهمية كبيرة لصيغة الكلمات المصاحبة للعرض، والتي تعبِّر عن الفكرة، وكلما كان العرض أقصر وأكثر سرعة وبساطة في توصل الغرض كان أفضل.
يمكن استخدام عدة طرق لعرض الأفكار مثل الرسوم المتحركة البسيطة أو المحاكاة العملية للفكرة لإقناع الأفراد النازعين للشك، أو عبر استخدام برنامج الباور بوينت، وينصح بعدة نصائح لذلك: أولاها- قم بطرح سؤال قصير في بداية العرض بهدف جذب الانتباه وتنشيط الأذهان وتكون إجابته موضوع عرض الأفكار، ثانيًا- قم بعرض ملخص قصير للفكرة مصحوبًا بنماذج تصميمية عنها، وثالثًا- ارفق في النهاية نماذج أخرى وتوضيحات وتوقعات مستقبلية.
الفكرة من كتاب ماكينة الأفكار: كيف يمكن إنتاج الأفكار صناعيًّا
إذا تعرَّضت لمشكلة ما وكان يجب عليك أو على فريقك أن تجدوا الحل في وقت محدد وإلا كانت الخسارة مكلفة، فكيف تتصرف؟ وإذا كان الحل يتطلَّب وجود فكرة جديدة لمعالجة المشكلة، هل ستعتمد على الطريقة القديمة وتنتظر الإلهام أو المجهود الفردي العشوائي وتتحمَّل تكلفة عدم ظهوره في الوقت المناسب أو انخفاض جودة الفكرة؟
الإلهام -مثلما قال الفيلسوف الألماني ماكس فيبر- ليس بديلًا عن العمل الجاد، ففي كتابنا ذا سنتعلم كيف يمكن أن نولِّد الأفكار الجديدة بطريقة منهجية، ونضمن عدم خرق الجدول الزمني وملاءمتها لمعايير الجودة.
مؤلف كتاب ماكينة الأفكار: كيف يمكن إنتاج الأفكار صناعيًّا
ناديا شنتزلر: رائدة في مَجالِ الإنتاج الصناعي للأفكارِ، كانت تعمل صحفية مدرسية، والآن تمتلكُ شركة استِشارِية خاصة بها، تُقدِّمُ من خلالها بعض الخَدَمات للأفرادِ والمؤسَّساتِ لتُساعدهم على النمو والتتغير إلى الأفضل.
معلومات عن المترجم:
محمد فتحي خضر: مصري الجنسية، له العديد من الكتب المترجمة في مجالات الثقافة العلمية والتاريخ والاقتصاد والسياسة أبرزها: “البدايات.. ١٤ مليار عام من تطوُّر الكون”، و”أخلاقيات الرأسمالية”، و”البدايات”، عمل بمؤسسة هنداوي من ٢٠١٢ إلى ٢٠١٩ في وظيفة مراجع أول ضمن فريق ضمان جودة الترجمة بالمؤسسة.