ماكينة الأفكار
ماكينة الأفكار
يجب أن تتم كل الخطوات بشكل جماعي، لأن الأساليب الفردية لها عيوب عديدة؛ مثل أنها عشوائية غير منهجية، وتعطي نتائج مقبولة تحت الضغط ولا تهتم برأي العميل لتخضع للتطوير، ولهذا نلجأ إلى توليد الأفكار بشكل صناعي منهجي لتلافي تلك العيوب، ونقصد بهذا أن نتبع مبادئ منهجية محدَّدة توجِد الفكرة وتطوِّرها وتقيِّمها دون انتظار الإلهام أو الصدفة.
لنتخيَّل هذه العملية كماكينة صناعية متعدِّدة الأجزاء، ولنتعرَّف بشكل عام عليها، وبدايتنا ستكون مع الجزء الأول، وهو توليد الأفكار عبر البحث عن شظايا الأفكار الأولية، أو المادة الخام البسيطة، والهدف هو جمع أكبر كم ممكن من الأفكار المقترحة بغض النظر عن جودتها أو آرائنا وحكمنا عليها، ثم يأتي الجزء الثاني وهو تكثيف الأفكار المجمعة، وفيه نقوم بترشيح كمية الأفكار الناتجة من عملية التوليد ودمج الشظايا معًا للوصول إلى شكل مبدئي للفكرة قابل للتطور.
والجزء الثالث هو اختيار الفكرة عبر الاستقرار على شكل منتظم، وإبداء بعض الملاحظات للتطوير أثناء التقييم، ويجب الفصل بين تلك العمليات الثلاث، وضمان وجود مجموعة من الأفراد المختلفين، وبطبيعة الحال توافر المعلومات اللازم وجودها في الفكرة.
ستشهد المراحل صراعًا بين الأطراف الداخلية للعمل وصناع القرار في النهاية، ولتجنُّب ذلك ينصح بإشراكهم منذ بداية مرحلة التوليد لتضمن معرفتهم بمجمل المجهودات ورضاهم عن طريقة العمل، وحاول أن تتحرَّى الشفافية عند عرض النواتج النهائية عليهم، وتقبل النقض والملاحظات، فهي جزء من العملية.
والجزء الرابع من الماكينة هو الإدارة، ووظيفتها متابعة وتنسيق وتوجيه العمليات، والتأكد أن كل شيء يجري بصورة صحيحة، والجزء الأخير هو التنفيذ بعد الاستقرار على اختيار واحد عالي الجودة وحصل على الرضا المطلوب من جميع الأطراف المعنية، وسنتحدث بشيء من التفصيل عن كل جزء.
الفكرة من كتاب ماكينة الأفكار: كيف يمكن إنتاج الأفكار صناعيًّا
إذا تعرَّضت لمشكلة ما وكان يجب عليك أو على فريقك أن تجدوا الحل في وقت محدد وإلا كانت الخسارة مكلفة، فكيف تتصرف؟ وإذا كان الحل يتطلَّب وجود فكرة جديدة لمعالجة المشكلة، هل ستعتمد على الطريقة القديمة وتنتظر الإلهام أو المجهود الفردي العشوائي وتتحمَّل تكلفة عدم ظهوره في الوقت المناسب أو انخفاض جودة الفكرة؟
الإلهام -مثلما قال الفيلسوف الألماني ماكس فيبر- ليس بديلًا عن العمل الجاد، ففي كتابنا ذا سنتعلم كيف يمكن أن نولِّد الأفكار الجديدة بطريقة منهجية، ونضمن عدم خرق الجدول الزمني وملاءمتها لمعايير الجودة.
مؤلف كتاب ماكينة الأفكار: كيف يمكن إنتاج الأفكار صناعيًّا
ناديا شنتزلر: رائدة في مَجالِ الإنتاج الصناعي للأفكارِ، كانت تعمل صحفية مدرسية، والآن تمتلكُ شركة استِشارِية خاصة بها، تُقدِّمُ من خلالها بعض الخَدَمات للأفرادِ والمؤسَّساتِ لتُساعدهم على النمو والتتغير إلى الأفضل.
معلومات عن المترجم:
محمد فتحي خضر: مصري الجنسية، له العديد من الكتب المترجمة في مجالات الثقافة العلمية والتاريخ والاقتصاد والسياسة أبرزها: “البدايات.. ١٤ مليار عام من تطوُّر الكون”، و”أخلاقيات الرأسمالية”، و”البدايات”، عمل بمؤسسة هنداوي من ٢٠١٢ إلى ٢٠١٩ في وظيفة مراجع أول ضمن فريق ضمان جودة الترجمة بالمؤسسة.