الشعور الجماعي
الشعور الجماعي
تظهر الآن معادلة صعبة، حيث يوجهنا سلوكنا الإنساني إلى التناغم مع أفراد المجتمع وفي نفس الوقت الفصل بين مهامنا ومهامهم، قد نشعر أن هناك تناقضًا ولكن هذا غير صحيح، فنحن كائنات اجتماعية، تحتاج إلى ملجأ، لتشعر فيه بالانتماء، ولدينا عدَّة مجتمعات (المدرسة، العمل، الأسرة…)، ومن وجهة نظر أدلر، نحن لا ننتمي فقط إلى تلك المجتمعات الصغيرة، بل إلى الكون كله، فإذا لم نستطِع التناغم مع أحد في أحد المجتمعات، فهناك مجتمعات أخرى، لذا لا ينبغي أن نرى أن مقر العمل أو المدرسة هو كل شيء.
ولكن قبل ذلك علينا إدراك أن الشعور بالانتماء إلى المجتمعات الموجودين فيها، يبدأ بالسعي في تقديم المساعدة لأفراد المجتمع، بدلًا من التفكير بأنانية فيما نرغب أن يقدموه لنا، وبناءً على ذلك، يجب أن تكون علاقتنا بهم أفقية، وليست علاقة عمودية، فمن سمات العلاقة العمودية السعى للتحكم في حياة الغير، أو لتحقيق تطلعات الغير، وكذلك قبول نصائح من شخص باعتباره أعلى منا ورفضها من شخص آخر باعتباره أقل منا، واستخدام عبارات المديح والذم، حيث يشعر الشخص الذي يتلقَّى المديح أو الذم أنه أقل من الطرف الآخر، وعلى الجانب الآخر في العلاقة الأفقية فالجميع سواسية، وعندما يساعد طرف الطرف الآخر يتم استخدام التشجيع، وهو عبارة عن كلمات امتنان مثل “شكرًا”، “سُرِرت بمساعدتك لي”، بدلًا من كلمات المديح التي تُوحي بضعف قُدرة المُتلقي، ويُمكن استخدام العلاقة الأفقية مع رؤساء العمل وكبار السن وهذا لا يدل على عدم الاحترام، بل على أننا (كبشر) متساوون.
من مميزات العلاقة الأفقية أيضًا توجيهنا إلى الاهتمام بالغير بدلًا من الانشغال بالنفس، وبالتالي شعورنا بقيمتنا الذاتية لأن هناك أشخاصًا في حاجة إلينا، ولكن لا يعني ذلك أن الأطفال، العاجزين عن الحركة أو الكبار في السن ليست لهم قيمة لمجرد أنه لا يُساعدون الغير، فالأطفال حتى وإن لم ينفذوا ما يُطلب منهم، نظل نحبهم ونقدِّر وجودهم، وكذلك الكبار في السن أو حتى الأشخاص المقربون إلينا مجرد وجودهم يُمثل لنا قيمة.
الفكرة من كتاب شجاعة أن تكون غير محبوب: كيف تحرِّر نفسك وتغيِّر حياتك وتحقِّق السعادة الحقيقية
في سن الطفولة، يحلم المرء بلا قيود، ويسعى والداه لإسعاده وتذليل الصعوبات أمامه، لكن بمجرد الوصول إلى سن الرشد، يبدأ الوالدان بالانسحاب، وتظهر المهام والمسؤوليات، وتصبح العلاقات معقدة وتزداد تعقيًدا بمرور الوقت، إضافةً إلى إدراكه لحقائق أليمة كالتمييز والحروب، والتى قد يواجه بعضها لتؤثِّر في سلوكه، أو قد يشعر أنه سجين تطلُّعات الآخرين، ما يجعله قلِقًا طوال الوقت.
كيف يُمكن وسط هذا التعقيد أن يصبح الإنسان سعيدًا، وهل العالم مُعقَّد فعلًا، أم أن هذا التعقيد نابع من ذاتنا، وهل يمكن أن تتغيَّر نظرتنا إلى الحياة بشكل عام، وكيف يُمكن أن نتحرَّر من ذكرياتنا الأليمة وتطلُّعات الآخرين لنصبح سعداء، كل هذا يجيب عنه هذا الكتاب على هيئة حوار فلسفي جدلي على غرار مناظرات سقراط، وبناءً على نظريات الطبيب النفسي النمساوي ألفْرِد أدلر عن الشجاعة.
مؤلف كتاب شجاعة أن تكون غير محبوب: كيف تحرِّر نفسك وتغيِّر حياتك وتحقِّق السعادة الحقيقية
إيشيرو كيشيمي: فيلسوف وعالم نفس ومُترجم للغات الإنجليزية والألمانية، وُلِد بمدينة كيوتو، باليابان عام 1956، وحصل على درجة الماجستير في الفلسفة من جامعة كيوتو، وقد عمل مستشارًا في Maeda Clinic، وقام بتدريس الفلسفة في مؤسسات مختلفة مثل جامعة كيوتو وجامعة نارا النسائية، ويقوم حاليًّا بتدريس علم النفس التربوي وعلم النفس الإكلينيكي في كلية ميجي للطب الشرقي في سويتا، بأوساكا.
فوميتاكي كوغا: كاتب ياباني محترف حائز على العديد من الجوائز القيِّمة، وُلِد بمدينة فوكوكا عام 1973، وأصدر العديد من الكتب الأكثر مبيعًا في مجال الأعمال، وقد تأثَّر في نهاية العشرينيات من عمره بعلم النفس الفردي القائم على نظريات ألفريد أدلر، وتلقَّى خلاصة علم النفس الفردي من إيشيرو كيشيمي.
نُشِر هذا الكتاب عام 2013، وأصبح من ضمن الكتب الأكثر مبيعًا، لذلك قرَّر المؤلفان تكرار التجربة، وتأليف كتاب آخر معًا تم نشره عام 2016 تحت عنوان:
The Courage to be Happy : True Contentment Is In Your Power.
معلومات عن المترجم:
مصطفى الورياغلي: روائي وناقد ومُترجم مغربي، حاصل على الدكتوراه في اللغة العربية تخصص الأدب العربي الحديث عام 2005، وقد ألف عددًا من الروايات، منها:
أبواب الفجر.
جنة الأرض.
وقد قام بترجمة عدَّة أعمال، منها:
حان الوقت لإضاءة النجوم من جديد.
فتاة الأمس.