العلاقات البينشخصية
العلاقات البينشخصية
من ضمن المبرِّرات التي يتم استخدامها لتفسير عدم القدرة على التغيُّر، هو وجود شعور بالنقص، وأدلر يرى أن الجميع لديهم هذا الشعور، وأن رغبتنا للتخلُّص منه تحفِّزنا على السعي للتفوق، لكن المشكلة تكمن في أن البعض يتخلَّص منه بشكل مختلف، حيث يكون هذا الشعور لديهم قويًّا ويتحول إلى عقدة، ويبدؤون في استخدامه كعذر، وإن لم يستطيعوا تحمُّل شعور عجزهم، تظهر حينها عقدة التفوق للتخلص من هذا الشعور، حيث يتقربون من أشخاص ناجحين ليوهموا من حولهم أنهم ناجحون أو يبدؤون في التباهي بإنجازات الماضي أو بالمحَن التي مرُّوا بها ليجعلوا من حولهم يشعرون بالقلق عليهم.
إضافةً إلى ذلك، فالسعي إلى التفوق قد يؤدي إلى أن يضع الفرد في ذهنه أنه في منافسة مع الآخرين وليس مع ذاته للوصول إلى الصورة التي يتمناها، وبالتالي يجعل منهم أعداء وتصبح علاقاته مُعقدة، لكن بدلًا من ذلك لا بد أن ينظر إليهم كرفقاء حتى المختلفين معه في الرأي، وألا يُستدرج إلى مناقشات وتحديات يخرج منها خاسرون ورابحون، لأن ذلك يُفسد التناغم بينه وبين المجتمع، وهي إحدى الغايات التي يفرضها علينا السلوك الإنساني، وتتحقق عن طريق ما يُطلق عليه أدلر “مهام الحياة”.
أول نوع من المهام هو مهام العمل، فبعد الاستقلال عن الأبوين، ينخرط الفرد داخل العمل، ومهما كانت درجة استقلالية العمل فلا بد من الحاجة إلى أفراد آخرين لإتمام العمل، وثاني نوع هو مهام الصداقة، فأثناء الدراسة أو العمل، يصبح للشخص على الأقل علاقة صداقة واحدة متينة.
وأخيرًا مهام الحب، حيث تنشأ علاقة حب مع شخص ما تقود إلى زواج وإنجاب أطفال، وبعدها تظهر علاقة الحب بين الوالدين وأبنائهم وهي أمتن علاقة، فكل العلاقات السابقة يُمكن قطعها باستثناء تلك العلاقة، ففي كل نوع من تلك المهام، نواجه صعوبات، كمدير في العمل ساخط دائمًا، كابن لا يهتم بدروسه، كأب يفرض على أبنائه مسار حياتهم، والسؤال المطروح هنا: من المسؤول عن هذه المشاكل وكيف نتعامل معها؟
الفكرة من كتاب شجاعة أن تكون غير محبوب: كيف تحرِّر نفسك وتغيِّر حياتك وتحقِّق السعادة الحقيقية
في سن الطفولة، يحلم المرء بلا قيود، ويسعى والداه لإسعاده وتذليل الصعوبات أمامه، لكن بمجرد الوصول إلى سن الرشد، يبدأ الوالدان بالانسحاب، وتظهر المهام والمسؤوليات، وتصبح العلاقات معقدة وتزداد تعقيًدا بمرور الوقت، إضافةً إلى إدراكه لحقائق أليمة كالتمييز والحروب، والتى قد يواجه بعضها لتؤثِّر في سلوكه، أو قد يشعر أنه سجين تطلُّعات الآخرين، ما يجعله قلِقًا طوال الوقت.
كيف يُمكن وسط هذا التعقيد أن يصبح الإنسان سعيدًا، وهل العالم مُعقَّد فعلًا، أم أن هذا التعقيد نابع من ذاتنا، وهل يمكن أن تتغيَّر نظرتنا إلى الحياة بشكل عام، وكيف يُمكن أن نتحرَّر من ذكرياتنا الأليمة وتطلُّعات الآخرين لنصبح سعداء، كل هذا يجيب عنه هذا الكتاب على هيئة حوار فلسفي جدلي على غرار مناظرات سقراط، وبناءً على نظريات الطبيب النفسي النمساوي ألفْرِد أدلر عن الشجاعة.
مؤلف كتاب شجاعة أن تكون غير محبوب: كيف تحرِّر نفسك وتغيِّر حياتك وتحقِّق السعادة الحقيقية
إيشيرو كيشيمي: فيلسوف وعالم نفس ومُترجم للغات الإنجليزية والألمانية، وُلِد بمدينة كيوتو، باليابان عام 1956، وحصل على درجة الماجستير في الفلسفة من جامعة كيوتو، وقد عمل مستشارًا في Maeda Clinic، وقام بتدريس الفلسفة في مؤسسات مختلفة مثل جامعة كيوتو وجامعة نارا النسائية، ويقوم حاليًّا بتدريس علم النفس التربوي وعلم النفس الإكلينيكي في كلية ميجي للطب الشرقي في سويتا، بأوساكا.
فوميتاكي كوغا: كاتب ياباني محترف حائز على العديد من الجوائز القيِّمة، وُلِد بمدينة فوكوكا عام 1973، وأصدر العديد من الكتب الأكثر مبيعًا في مجال الأعمال، وقد تأثَّر في نهاية العشرينيات من عمره بعلم النفس الفردي القائم على نظريات ألفريد أدلر، وتلقَّى خلاصة علم النفس الفردي من إيشيرو كيشيمي.
نُشِر هذا الكتاب عام 2013، وأصبح من ضمن الكتب الأكثر مبيعًا، لذلك قرَّر المؤلفان تكرار التجربة، وتأليف كتاب آخر معًا تم نشره عام 2016 تحت عنوان:
The Courage to be Happy : True Contentment Is In Your Power.
معلومات عن المترجم:
مصطفى الورياغلي: روائي وناقد ومُترجم مغربي، حاصل على الدكتوراه في اللغة العربية تخصص الأدب العربي الحديث عام 2005، وقد ألف عددًا من الروايات، منها:
أبواب الفجر.
جنة الأرض.
وقد قام بترجمة عدَّة أعمال، منها:
حان الوقت لإضاءة النجوم من جديد.
فتاة الأمس.