رحلة العائلة المالكة بعد الانقلاب
رحلة العائلة المالكة بعد الانقلاب
بعد معرفة الأميرة بديعة وزوجها الشريف حسين بن علي بما حدث لعائلتهما، اضطرا إلى مغادرة بيتهما فباتا ليلتهما في منزل صديق العائلة “عبد القادر عبد العزيز رانية” ثم لجؤوا في صباح اليوم التالي إلى السفارة السعودية في العراق حيث مكثت الأسرة لمدة شهر بأمر من الملك “سعود بن عبد العزيز”.
بعد نجاح المساعي الدبلوماسية لنقل العائلة إلى مصر، أعطى الملك سعود للشريف الحسين بن علي جواز سفر سعودي، أما الأميرة بديعة فلأن محل ميلادها المسجل في جواز سفرها هو دمشق فقد تخوفت من احتجاز “جمال عبد الناصر” لها في مصر، لكونها إحدى رعايا دول الوحدة مصر وسورية فأنكرت امتلاكها لجواز سفرها واستخرج لها جواز سفر جديد بمحل وتاريخ ميلاد مزورين ولم تغيره بعدها.
بقيت أسرة الأميرة بديعة في مصر لمدة قصيرة حتى غادرتها إلى سويسرا في 30 سبتمبر 1958م، ولكنهم تنقلوا بين عدة بلاد عبر السنين، فقد زارت العائلة لندن وروما ولكنهم لم يرتاحوا للحياة في أي منهما، وأرادت الأميرة وزوجها أن يعودا بأبنائهما إلى بلد عربي حتى لا يفقدوا لغتهم العربية فانتقلوا إلى بيروت. بقيت العائلة في لبنان حتى بداية الحرب الأهلية في 1975 فاضطروا للعودة إلى لندن والإقامة بها.
أما عن أحفاد العائلة المالكة، فقد أتى وفد من العراقيين إلى العائلة المالكة في عام 1993، فطلبوا ترشيح الشريف علي بن حسين ابن الأميرة الأصغر لتولي عرش العراق فلم تمانع العائلة، إذ إنهم ما زالوا يعتبرون العراق بلدهم رغم كل ما حدث.
الفكرة من كتاب مذكرات وريثة العروش
في عام 1882م عين الشريف عون أميرًا على مكة المكرمة من قبل الدولة العثمانية ونقل أخوه الشريف عبدالإله باشا إلى إسطنبول وفقًا لسياسية الدولة العثمانية. بعد 9 سنوات من تعيينه في 1891م، استدعت الدولة العثمانية ملك العرب الشريف الحسين بن علي إلى إسطنبول للحد من نشاطه ضد عمه الشريف عون أمير مكة المكرمة وهناك تزوج أبناؤه الثلاثة، فتزوج الملك فيصل الأول والملك عبد الله من بنات عمهم حزيمة ومصباح وتزوج الملك الشريف علي بن الحسين من الملكة نفيسة ابنة الشريف عبد الإله باشا في 1906م.
ولد للملك الشريف علي بن الحسين والملكة نفيسة أربع فتيات هن الأميرات عبدية وعالية وبديعة وجليلة، بينما رزقا بولد واحد هو الأمير عبد الإله. لم تتزوج الأميرة عبدية حتى وفاتها عن عمر 50 عامًا، بينما تزوجت الأميرة عالية من ابن عمها الملك غازي وتزوجت الأميرة جليلة من ابن خالها الشريف حازم بن سالم أما الأميرة بديعة فتزوجت من الشريف حسين بن علي في 1950م فأنجبت ثلاثة أبناء هم محمد وعبدالله وعلي، فكانت هذه الأسرة من العائلة الملكية العراقية هي من نجت من مذبحة قصر الرحاب عام 1958م. من هنا تأتي أهمية هذه المذكرات التي نقلها المؤلف فائق الشيخ علي على لسان الأميرة بديعة بنت علي بن الحسين بعدما أقنعها أن تروي قصتها بقوله “لا يصح أن تظل الوقائع والأحداث حبيسة صدر لا يعلم متى سيرحل عن هذا العالم الغريب”.
مؤلف كتاب مذكرات وريثة العروش
فائق الشيخ علي هو محامٍ وسياسي عراقي، من مواليد النجف عام 1963. درس في كلية القانون والسياسة بجامعة بغداد وبدأ منذ تخرجه بدعم الدعوات الشعبية لإقامة دولة عراقية مدنية دون انتماءات قومية أو دينية.
كان فائق الشيخ علي من المعارضين لنظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، مما اضطره إلى اللجوء إلى المملكة العربية السعودية ثم إيران وأخيرًا بريطانيا حيث عاش حتى سقوط نظام صدام حسين. في ما بعد أصبح فائق الشيخ علي عضوًا برلمانيًّا في العراق في انتخابات عامي 2014 و2018 وهو كذلك الأمين العام لحزب الشعب للإصلاح.
نشر فائق الشيخ علي العديد من الأعمال الصحافية وعدد من الكتب مثل “مقالات في المنفى”، “اغتيال شعب” و”مذكرات وريثة العروش”.