ملوك العراق
ملوك العراق
تزوج الملك فيصل الأول من الملكة حزيمة ابنة الشريف ناصر بن علي فأنجبت له ابنه الملك غازي وثلاث بنات هن الأميرات عزة وراجحة ورفيعة. كان الملك يحب أولاده كثيرًا وبخاصة الأميرة رفيعة التي كانت معاقة كليًّا لا تتكلم ولا تتحرك فكان شديد التعلق بها وكانت أول من لحق به بعد وفاته بفترة قصيرة في 1933م.
تزوج الملك غازي بن فيصل الأول من ابنة عمه الملكة عالية بنت علي بن الحسين في 1934م، فأنجبت له الملك فيصل الثاني خلال زواجهما الذي استمر 5 سنوات حتى وفاة الملك في حادث في عمرال27 تاركًا خلفه ابنه وليًّا للعهد ولم يتجاوز الرابعة من عمره.تسبب هذا الحادث في الكثير من اللغط وتكاثرت الشائعات عن المؤامرات خلف وفاة الملك، وقد عزز من ذلك الفراغ السياسي القائم لأن ولي العهد ما زال في سن صغير. على الرغم من ذلك، فقد شهدت الملكة عالية زوجة الملك غازي وأخته الأميرة راجحة بأنهما سمعتا الملك يوصيهما في أكثر من مناسبة بأن يتسلم الأمور من بعده الأمير عبد الإله ابن عمه وأخو زوجته إذا ما حدث أي مكروه له، فأصبح بذلك الأمير عبد الإله وصيًّا على العرش حتى آل إلى الملك فيصل الثاني عند بلوغه السن المناسب للتتويج.
خسر الملك فيصل الثاني أمه الملكة عالية وهو في سن الخامسة عشرة في 1950م بعد صراع مع المرض، فكانت خالته الأميرة عبدية بمنزلة أم له، بينما تكفل خاله الأمير عبد الإله بتربيته والإشراف عليه، فقد حرصت العائلة المالكة على تربيته ليكون ملكًا عراقيًّا حقيقيًّا وسياسيًّا محنكًا، فكان كما توسموا فيه ذكيًّا، عاقلًا، رزينًا، ليس متهورًا ولا طائشًا طيش الشباب.
الفكرة من كتاب مذكرات وريثة العروش
في عام 1882م عين الشريف عون أميرًا على مكة المكرمة من قبل الدولة العثمانية ونقل أخوه الشريف عبدالإله باشا إلى إسطنبول وفقًا لسياسية الدولة العثمانية. بعد 9 سنوات من تعيينه في 1891م، استدعت الدولة العثمانية ملك العرب الشريف الحسين بن علي إلى إسطنبول للحد من نشاطه ضد عمه الشريف عون أمير مكة المكرمة وهناك تزوج أبناؤه الثلاثة، فتزوج الملك فيصل الأول والملك عبد الله من بنات عمهم حزيمة ومصباح وتزوج الملك الشريف علي بن الحسين من الملكة نفيسة ابنة الشريف عبد الإله باشا في 1906م.
ولد للملك الشريف علي بن الحسين والملكة نفيسة أربع فتيات هن الأميرات عبدية وعالية وبديعة وجليلة، بينما رزقا بولد واحد هو الأمير عبد الإله. لم تتزوج الأميرة عبدية حتى وفاتها عن عمر 50 عامًا، بينما تزوجت الأميرة عالية من ابن عمها الملك غازي وتزوجت الأميرة جليلة من ابن خالها الشريف حازم بن سالم أما الأميرة بديعة فتزوجت من الشريف حسين بن علي في 1950م فأنجبت ثلاثة أبناء هم محمد وعبدالله وعلي، فكانت هذه الأسرة من العائلة الملكية العراقية هي من نجت من مذبحة قصر الرحاب عام 1958م. من هنا تأتي أهمية هذه المذكرات التي نقلها المؤلف فائق الشيخ علي على لسان الأميرة بديعة بنت علي بن الحسين بعدما أقنعها أن تروي قصتها بقوله “لا يصح أن تظل الوقائع والأحداث حبيسة صدر لا يعلم متى سيرحل عن هذا العالم الغريب”.
مؤلف كتاب مذكرات وريثة العروش
فائق الشيخ علي هو محامٍ وسياسي عراقي، من مواليد النجف عام 1963. درس في كلية القانون والسياسة بجامعة بغداد وبدأ منذ تخرجه بدعم الدعوات الشعبية لإقامة دولة عراقية مدنية دون انتماءات قومية أو دينية.
كان فائق الشيخ علي من المعارضين لنظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، مما اضطره إلى اللجوء إلى المملكة العربية السعودية ثم إيران وأخيرًا بريطانيا حيث عاش حتى سقوط نظام صدام حسين. في ما بعد أصبح فائق الشيخ علي عضوًا برلمانيًّا في العراق في انتخابات عامي 2014 و2018 وهو كذلك الأمين العام لحزب الشعب للإصلاح.
نشر فائق الشيخ علي العديد من الأعمال الصحافية وعدد من الكتب مثل “مقالات في المنفى”، “اغتيال شعب” و”مذكرات وريثة العروش”.