سؤال كيف ننمي؟
سؤال كيف ننمي؟
الإجابة عن هذا السؤال ببساطة هي، التخطيط.وقد جاءت تجربة التخطيط في العالم الثالث بدرسين هما، أولًا: أنه لا بد من التخطيط لنجاح عملية التنمية، وثانيًا: لا يمكن أن ينجح التخطيط إذا جاء مفصلًا وجامدًا يتجاهل الواقع ومتغيراته اليومية. إذًا، كيف تكون خطة التنمية فعالة ومرنة؟ الإجابة تبدأ بإدراك أن المجتمع عبارة عن منظومة مكونة من جزيئات في حالة تفاعل دائم في ما بينها، فلا يمكن العبث بوحدات مفصلة على حدة.
في هذا الإطار فإن بعض الأخطاء التي حدثت في العالم الثالث وأثرت في منظومة المجتمع هي: إهمال قطاع الزراعة، والتركيز الشديد على الإنفاق العسكري على حساب بقية القطاعات، والإخلال بمنظومة المجتمع لصالح المدن الكبرى على حساب القرى والأرياف.
هنا أيضًا تظهر مشكلة الاعتماد على الخبراء الأجانب، لأن هؤلاء الخبراء وإن امتلكوا المعلومات الفنية فهم يفتقرون إلى الحس الوطني الذي يمنحهم الألفة اللازمة لمعرفة الحاجات الأساسية للمواطنين التي هي محور التنمية. أما الخطأ الآخر فهو الخلط بين الحاجات الأساسية والكماليات، فكثير من الأمور تبدأ على نحو تدريجي ثم تتحول إلى اتجاه لا يمكن وقفه.
يمكننا إذًا تلخيص ما سبق بأن التنمية يجب أن توجه لإشباع الحاجات الأساسية للمواطنين سواء كانت مادية أم معنوية، ولكي تنجح فعليها أن تترجم فلسفتها إلى خطة عملية ذكية مرنة تعترف بقوانين المنظومة وتأخذ الواقع بعين الاعتبار.
الفكرة من كتاب التنمية ..الأسئلة الكبرى
عبر السنين ظهرت كمية هائلة من الأدبيات التي سميت ب”علوم التنمية”، فمنها ما درس التنمية من جانبها الاقتصادي ومنها ما اهتم بالعوامل السياسية أو ركز على العناصر النفسية، ومنها ما حلل الجوانب الاجتماعية أو غيرها من الجوانب، لكن هذه الأدبيات جميعًا كتبها اختصاصيون ليقرأها اختصاصيون آخرون، فأصبحت قراءة هذه الكتب بمعادلاتها ورسومها البيانية والجداول والإحصائيات التي احتوتها شاقة الفهم على غير المتخصصين.
من هنا يأتي هذا الكتيب ليناقش التنمية بأسلوب بسيط يمكن للقارئ العادي أن يفهمه، فيقصد بالتنمية التطور الاقتصادي والاجتماعي والسياسي الذي نجحت بعض دول العالم دون البعض الآخر في الوصول إليها، فمحصلة الفارق بين حالة المواطن في الدول الصناعية وحالته في دول العالم الثالث هى التنمية. في هذا الإطار يجيب الكتاب عن هذه الأسئلة الأربعة الأساسية: لماذا، ولمن، وماذا، وكيف ننمي؟
مؤلف كتاب التنمية ..الأسئلة الكبرى
غازي عبد الرحمن القصيبي، من مواليد الإحساء بالمملكة العربية السعودية عام 1940م/1359هـ. درس الحقوق بجامعة القاهرة ثم التحق بالدراسات العليا في لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية متخصصًا في العلاقات الدولية. في ما بعد حصل على الدكتوراه من جامعة لندن كلية university college وكان موضوع رسالته عن اليمن.
على مدار حياته عمل مدرسًا مساعدًا ومستشارًا لبعض الجهات الحكومية، ثم تولى الكاتب مناصب إدارية متعددة كعميد لكلية التجارة بجامعة الملك سعود ورئيس لهيئة السكة الحديد قبل أن يصبح وزيرًا للصناعة والكهرباء، ومن ثم وزيرًا للصحة. تخللت مهامه الوزارية فترة من العمل سفيرًا للمملكة بالبحرين ثم في المملكة المتحدة قبل أن يعود إلى الوزارة مرة أخرى وزيرًا وزير للمياه والكهرباء ثم أخيرًا ك
وزيرًا للعمل.
توفي غازي القصيبي في عام 2010 تاركًا من خلفه إرثًا من مؤلفات الشعر والأدب، أشهرها رواية “شقة الحرية”، وكتاب “حياة في الإدارة” وكتاب “التنمية وجهًا لوجه”. أما عن الأعمال الشعرية فمنها قصيدة “رسالة المتنبي إلى سيف الدولة” و قصيدة “القلم تم بيعه وشراؤه”.